صفحة الكاتب : مرتضى علي الحلي

المرجع الدّيني الجامعُ للشرائط ( العالمُ الربّانيُّ) 
مرتضى علي الحلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المُجتهدُ الفقيه العادلُ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ في عصر غَيبَةِ الإمام المَهدي(عجّل اللهُ فرَجَه الشريف) :

( قَالَ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ - أَخَذَ بِيَدِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السلام ) - فَأَخْرَجَنِي إِلَى الْجَبَّانِ فَلَمَّا أَصْحَرَ تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ - ثُمَّ قَالَ يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ - إِنَّ هَذِه الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا - فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ - النَّاسُ ثَلَاثَةٌ - فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ - وهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ - لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ ولَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ )
: نهج البلاغة ، ت ، د ،صبحي الصالح، ص 495.

 انطلاقاً وتأسيساً مِن كلام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام) يَجدرُ بالمُتلقي المؤمن والمُكَلَّفُ الواعي أن يتعاطى مع ما يَبرزُ في الواقع الاجتماعي الراهن ، مِن دعواتٍ تصدر من الهمج الرعاع لترك التقليد ، تحريضاً وإقصاءً للعلماء الأبرار قادةً ومُفكّرين. 
 ومن أفكارِ تستهدف العقيدةَ ، أصولاً وإيماناًُ ، وثقافاتٍ تخالف قيمنا وديننا رؤىً وسلوكا – أن يتعاطى معها بوزان الحَقِّ والهُدى والعِلم ومُصحِحاته ,وأهمُّها أهليّة المُتَّبَعِ مِن علميّته
 وفقاهته وعدالته وتقواه وورعه و قدرته على الإيصال إلى المطلوب اعتقاداً وشرعاً وطريقا .

وأن يتجنّبَ اتّباع أهلَّ الضلال والهوى والجاهلين, مِمّن يَفتقدون لِلهُدَى في أنفسِهم ,كما قال اللهُ تبارك وتعالى : 
(( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ))(28)الكهف.
((قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ))(35)يونس.

 وحين يَختَارُ الإنسانُ وِجْهَةً مَا في الاتِّبَاعِ ,فَمِن الواجبِ عَلَيه أنْ يُراعِيَّ وَصْفَ الهِدايةِ ووِزانَهَا في الحَقِّ حَمْلاً وواقِعاً وفِعْلاً ، ثُمَّ يَتّبِعُ ,لأنَّ مَنْ لا يَتَوفّرُ فيه وصفَ الهِدَايَةِ مُطلَقَا يَكونُ فَاقِداً للقُدرةِ على الإراءَةِ للحَقِّ مِنْ أوّلِ الأمرِ أو الإيصَالِ إلى آخره .
 أي لن يَتَمَكّن مَنْ لا يتصفُ بالهداية واقعاً مِنْ بَيَانِ الحَقِّ أو الكَشفِ عنه بِدْوَاً ,ولن يَتَمَكّنَ مِنْ الإيصَالِ إليه ادّعاَءً أو إصَابةً .

وأيضاً كما قال اللهُ تعالى : 
((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ))(36),الإسراء.

 فإنَّ العِلمَ هو مَناطُ حَراكِ الإنسانِ وشَرطُ تَكليفه , إذ بِه يَستبصِرُ الأشياءَ, ويَطلبها أو يَتجنبها , وعنه تَصدرُ الخياراتُ الصائبة الأخرى .

 وهذا العِلمُ المُصَحِحُ لمَقولَةِ أو ظاهِرةِ أو ثقافةٍ  أو سلوكِ الإتِّباعِ هو ما يُحددُ قيمةَ العلاقةِ بين التابعِ والمَتبوعِ بُمختلفِ أنواعها , عقيدةً وشريعةً وتقليداً ومِنهَاجَا وفِكراً وسلوكا .

 فما مِنْ سنخِ علاقةٍ ما إلاّ ويَحكمها مُصحِحُ الحقّ والهُدى والعِلمِ في الإِّتّبَاعِ.

و إذا ما خَلَتْ هذه العلاقةُ مِنْ هذه الموازين فسَيحكمها نقيضها مِن الضلال والجَهل والعَبث والَسفَاهَة ، بحيث لا يمكن لصاحبِها أنْ يكونَ سويّاً ومُهتدياً وراشداً ومُستقيماً ، لا في نفسه ، ولا في مجتمعه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى علي الحلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/05/06


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  نصوصٌ قيِّمةٌ في ذكرى وفاة السيّدة الصدِّيقة الطّاهرة خديجة بنت خويلد (رضوان الله تعالى عليها )  (المقالات)

    • التعاطي العبادي التربوي البنائي مع الأشهرِ الكريمةِ، رجب وشعبان ورمضان - مَسارُ هُدى ومُعطياتُ استقامة  (المقالات)

    • استحضار وجود الله تبارك وتعالى ووجود الدّار الآخرة أصلان عقائدّيان عظيمان وتربويّان  (المقالات)

    • زيارة الأربعين الشريفة ودورها الفعّال في تربيّة شبابنا الأعزّاء عقائديّاً وقِيَميّاً واجتماعيّاً وثقافيّا  (المقالات)

    • مصيبة السبي  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : المرجع الدّيني الجامعُ للشرائط ( العالمُ الربّانيُّ) 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net