ســـفـرُ الخلـــود
علي محمد النصراوي

 تألّــــقَ فـي سمـــاءِ المجـــدِ بــــدرا
وأشــرقَ مـن ثنايـــا الّليـــلِ فجـــرا
*
فــدارتْ حــــولَ محـــورِهِ فصــولٌ
ومـا فتئــــتْ ، كـأنَّ لهــــنَّ عـــــذرا
*
وقايـــضَ عمـــرَهُ مـن غيـــرِ مــــنٍّ
لِيمنــــحَ عمــــرَهُ بالجـــــدِّ عمـــــرا
*
أضــــاءَ بعلمِـــهِ حــــلكَ الدّواجـــي
وحلّــقَ فـي فضـــاءِ العلـــمِ وِتــــرا
*
أزاحَ غـريبَهــــــا مـن دونِ لـــــــــيٍّ
بحنكـــــةِ عالــــــمٍ وأزاحَ سِـــــــترا
*
وقلّـــــــبَ أصلَهــــا بســـــــدادِ رأيٍ
وغـربـــلَ إرثَهــــا وأمــــاطَ ســـــرّا
*
فكـــانَ حصــــادُهُ سفــــراً ولـــــوداً
أضـــافَ لبابــــلَ التأريــــخِ سفــــرا
*
فمنهــا أشــــرقَ التأريـــخُ شمســــاً
ومـا زالــــتْ بعيــــنِ اللـــــهِ بِكــــرا
*
ستبقـى الحلّــــةُ الفيحـــاءُ ظمـــآى
تتـــوقُ لكأسِـــــهِ وتنـــــامُ سكـــرى
*
يجـــــدّدُ عـزمَـــــهُ بالصّبـــــرِ زاداً
عـزومـاً حيــثُ كـانَ الــزّادُ صبـــرا
*
إذا مالـــــتْ بـهِ عمــــــدٌ ومـــــادتْ
تضـــــوّعَ كالعَـــــرارِ وزادَ عطـــــرا
*
ولــم يأمـــــنْ لِطارقـــــــةِ الليالــــي
تُقلّـــبُ فـي الخُطـــا كــــرّاً وفـــــرّا
*
تـرجّــــلَ حيــثُ تـرتجــــلُ المنايـــا
فكانَ المــوتُ نحـوَ الخلـــدِ مسـرى
*
فمــا ماتــــــتْ مآثـــــــرُهُ بقبــــــــرٍ
وقـد بـــــاتَ الفــــؤادُ لهـــنَّ قبــــرا
*
تأبّـــــطَ إرثَـــــهُ ومضـــى كـريمــــاً
فكــانَ الفــــوزُ بالفِــردوسِ قصـــرا

الموضوع السابق فلسطين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat