صفحة الكاتب : زعيم الخيرالله

المَهْدَوِيَّةُ حاجَةٌ إِنسانِيَّةٌ حَقِيقِيَّةٌ
زعيم الخيرالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كنتُ قد كتبتُ في مقالٍ سابِقٍ عن المَهدَويَّةِ وَعَبَّرتُ عنها بأَنَّها :(فكرةٌ إِنسانِيَّةٌ) ، أَي: انَّها فكرةٌ قالَ بها البشرُ جميعهم ، أَجمعوا على هذهِ الفكرة على اختلافِ المسافاتِ والثقافاتِ والألوانِ والأمزجةِ . اتَّفَقُوا على الفكرةِ واختلفوا في مصاديقها . اختلفوا في مَنْ هو المهدي؟
أَمّا مقالُ اليوم ، فيتناولُ موضوعَ المهدَوِيَّةِ ، هل هي حاجةٌ ؟ واذا كانت جاجَةً ، فهل هي حاجَةٌ حقيقِيَّةٌ أم هي حاجَةٌ مفتَعَلَةٌ ومُختَرَعةٌ ، اخترعها الخيالُ الشيعيُّ كَجُرعَةِ أَمَلٍ كاذبٍ تعويضاً عن تأريخٍ طويلٍ من القمعِ والقهر والالامِ والدموعِ ؟
ولابُدَّ لي قبلَ البَدءِ في الموضوعِ أَنْ أُفَرِقَ بينَ الضَّرورَةِ والحاجَةِ ، وبين الحاجة الضرورية والحاجَةِ المفتعَلَةِ. وهل المهدَوِيَّةُ ضَرورَةٌ أم حاجَةٌ؟
هناكَ حاجاتٌ إِنسانِيَّةٌ حقيقيّةٌ اذا لم يَتُمَّ إِشباعُها فَسَتُؤَدّيَ الى كوارثَ لاتُحمَدُ عقباها . كحاجاتِ الانسان الاساسيَّةِ ، كحاجته الى الطعامِ والشرابِ والجنس والمسكن والمأوى . وقد تنَبَّهَ عالمُ النَّفسِ الامريكيُّ " إِبراهام ماسلو" الى الاحتياجات الانسانية ورتبها بشكلِ هَرَمٍ تصاعدي على الشكل التالي:
1- الحاجاتُ الفسيولوجِيَّةُ
2- حاجاتُ الأمانِ
3-الحاجاتُ الاجتماعيَّةُ
4-الحاجَةُ للتَقدير
5- الحاجَةُ لتحقيقِ الذات
وقد أَغفلَ ماسلو حاجاتِ الانسانِ الروحيَّةِ ، ومنها حاجَة الانسان الى قائد. الذي سنتحدثُ عنها في مقالِنا هذا :" المهدويَّةُ حاجَةٌ إِنسانِيَّةٌ حقيقيَّةٌ" .
هناكَ فرقٌ بين الضرورةِ والحاجَةِ ، الضرورة التي يؤدي عدمُ اشباعها الى الهلاكِ ، كحاجَةِ الانسانِ الذي شارف على الموت في الصحراء ولم يجد امامَهُ الا الميتة ليأكلَ منها ليُبقِيَ على حياتِهِ. هنا لابُدَّ أنْ يأكُلَ لِيُبقِيَ على حياتِهِ ، هذه هي الضرورة ، أَمّا الحاجة : فهي التي يؤدي عدمُ إِشباعهِا الى الوقوع في العُسرِ والحَرَجِ لا الى الهلاك. فهل المهدويَّةُ ضرورَةٌ أَم حاجَةٌ؟
المهدَوِيَّةُ ضَرورَةٌ وَحاجَةٌ ، المَهدَوِيَّةُ ضَرورَةٌ وجوديَّةٌ ، فَبدونها يختَلُّ نظامُ الوُجُودِ ، كما جاء في الأَثَرِ " لولا الحجة لساختِ الارضُ بِأهلِها" ، وهي في نفسِ الوقتِ حاجة انسانيّة، وهذه الحاجةُ حاجَةٌ حَقِيقِيَّةٌ ، وهي حاجة الانسانيّة الى قائدٍ وامامٍ ، وهيَ حاجة روحيَّةٌ حقيقية ، هناك حاجةٌ روحِيَّةٌ ان لانموتَ ميتةً جاهليَّةً " من ماتَ ولم يعرف إِمامَ زَمانِهِ ماتَ ميتةً جاهِلِيَّةً" ، هناك في الارتباطِ بقائدٍ معصومٍ لايخطئ ، القائدُ المعصومُ هو المعيار الذي نضبطُ بهِ سلوكَنا ومواقفنا وحركتَنا في الحياةِ . وهذه الحاجة ، حاجةٌ حقيقيَّةٌ ، وليست هي حالَةٌ موهومةً اخترعها الذهنُ الشيعي تعويضاً عن المعاناة التي عاشها الشيعة . هناك حاجاتٌ حقيقية ، كحاجات الانسان الفسيولوجية ، كحاجته للطعام والشراب والجنس ، وهناك حاجات نفسية حقيقية كحاجة الانسان الى الامن ، وهناك احتياجات روحية كحاجة الانسان الى القيادة المعصومة التي تشكل الضمانة لسلامة المسير. اما الحاجات المفتَعَلَة وغير الحقيقية ، كحاجة الانسان ان يشتريَ ما لا يحتاجهُ بدافع النزعة الاستهلاكيَّة التي أدمن عليها الانسانُ المعاصر . حاجة الانسان الطبيعية الى الطعام حاجة محدودة ، وهي ان يشبعَ بطنَهُ ، اما تجاوزها والاسراف في تناول الطعام فهذه حاجة مفتعلَةٌ . والحاجة الى اللباس ، ماتحتاجهُ المرأة الى لباسٍ يستر جسدها حاجة حقيقة ، واما أنْ تلبسَ الفساتينَ الزاهيةَ المُزَركَشَةض بملايين الدولارات ، فهذه حاجاتٌ موهومَةٌ ومفتَعَلَةٌ . وحاجتُنا الى المهدي المنتظر حاجة انسانية حقيقية ، هي حاجَتُنا الى القائد ؛ فَبدون القائد الجكيم يعيش الناسُ في فُوضى ، كما ان قطيعَ الاغنام يحتاج الى راعٍ يوفر لها الكلأ والطعام والحماية ، وبدونه هي معرضة للاضطراب والفوضى وافتراس الذئاب ، كذلك هي الامم بجاجة الى القائد وبالتالي؛ المهدويَّةٌ حاجَةٌ انسانيَّة الى قائدٍ منتظَرٍ يَتُّمُ على يَدَيهِ الخلاصُ .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زعيم الخيرالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/11



كتابة تعليق لموضوع : المَهْدَوِيَّةُ حاجَةٌ إِنسانِيَّةٌ حَقِيقِيَّةٌ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net