صفحة الكاتب : فاضل حاتم الموسوي

المحتوى الهابط . . . معول الجهل
فاضل حاتم الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تنبأ الرسام الأمريكي آندي وورهول في نهاية ستينيات القرن الماضي بإنه سيصبح الجميع مشهورين شهرة عالمية خلال خمسة عشر دقيقة فقط من خلال ما أسماه الوسيط الإعلامي الذي يوفر الشهرة السريعة للأشخاص العاديين وهم لا يستحقونها ، وتشاء الأقدار بعد خمسين سنة من مقولته ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي وصارت الشهرة متاحة للجميع.
وساهم تطور التكنولوجيا وانتشار جهاز الهاتف المحمول وتعدد المواقع والمنصات الإلكترونية الى خلق ميدان يتسابق فيه الكثير من الناس على زيادة عدد المشاهدين والمتابعين بغض النظر عن مستوى جودة محتواهم وفائدته.
ويقول بعض المتخصصين في علم النفس ان كثيراً من الذين يقضون أوقاتهم مع مواقع التواصل الاجتماعي هو الميل والبحث عن وسائل للترفيه من نكات وألعاب أو مواداً إباحية كما شاهدنا ان كثيراً من الفتيات يعرضن أنفسهن بأساليب متبرجة ومغرية كذلك الشباب الذين يقدمون محتوى هابط وأحيانًا يستخدمون فيه لباس أهل الدين بأسلوب ساخر بغرض زيادة المشاهدات .
وفي الحقيقة لا يخفى على احد من المهتمين بهذا الجانب أن المحتوى الترفيهي السطحي الذي يعزز التفاهة لا يعاني مثلما يعاني منه المحتوى الهادف القيّم ، ولو دققنا في ذلك لوجدنا ان الأمر تحول من أشخاص يصنعون محتواهم إلى مؤسسات وقنوات فضائية ترعى ذلك مما ساهم بتحول تدريجي متسارع لنشر التلوث الفكري الذي بدأ يسيطر على عقول الأجيال اليافعة ويجعل مستقبلهم في خطر.
ومما تجدر الإشارة إليه أهمية دور الجمهور في ترويج المحتوى والتفاعل معه ، الذي في الغالب هو من أوصل هؤلاء التافهين وجعل منهم مشاهير من خلال زيادة اعداد المشاهدات التي تحقق دخلًا ماديًا لصانعيها متناسياً انه – الجمهور – ضحية للمحتوى وصانعه حيث ان خوارزمية هذه المواقع مبنية على الأرقام بغض النظر عن جودة المحتوى .
وأنطلاقاً من النقطة السابقة نستطيع أن نقول أن من يحول دون أنتشار المحتوى الهابط وتصدر التفاهة للمشهد هم الجمهور ، فنحتاج إلى زيادة الوعي والانتباه اليومي للمحتوى الرائج إضافة الى ذلك تشريع القوانين والعقوبات الرادعة على ذلك وتقليل عدد مواقع التواصل الاجتماعي كما فعلت الكثير من الدول للسيطرة والحد من سعة انتشارها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاضل حاتم الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/02/22



كتابة تعليق لموضوع : المحتوى الهابط . . . معول الجهل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net