كيف ظلمت العادات الاجتماعية الارامل في العراق؟
ميس الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ميس الخفاجي

أن الاحصائية التي تظهرها الحكومة عن عدد الارامل في العراق، لاتكشف الكثير في هذا الشأن، فهي لم تشر الى اعداد الارامل الحقيقية، ولم تقم بوضع حلول لهن او حتى الكشف عن كيف تعيل هذه الشريحة نفسها.
ومن باب تطلعنا للمطالبة بحقوق هذه الشريحة المظلومة حكومياً واجتماعيا في العراق، تتوارد عدة اسئلة، هل المرأة مظلومة الحقوق فعلا؟
وهل أن ظلمها مايزال قائما حتى اليوم؟ وما هي ابرز ملامحه؟
تعد مشاكل المرأة من اكثر المشاكل الاجتماعية التي تتحدث عنها المجتمعات العربية، وتتسبب في الكثير من المشادات الكلامية الحادة، وتحمل فيها المسؤولية وتكال التهم حول الظلم الذي تتعرض له على الرجل تارة، وعلى المجتمع تارة، او حتى على الدين تارة اخرى.
وبينما ينكر البعض وجود مشاكل تعيشها المرأة اليوم او يقلل من شأنها أو اهميتها، يرى اخرون ان وضع المرأة لايختلف عن وضع الرجل في مجتمعات انهكتها عقود من الاستبداد والتخلف والاستعمار.
في الواقع ان الاسلام قد احترم المرأة وجعلها انساناً كامل الاهلية والحقوق، سواء كانت عازبة او ارملة او مطلقة، بل جعل اعلان موافقتها على الزواج شرطا في صحته، وذلك احترام لقراراها ورغبة في التأكد من أن زواجها نابع من قرار قناعة ذاتية دون اكراه، وكما قال الرسول محمد ( صلى عليه واله وسلم) : " لاتنكحُ الايم حتى تستأمر، ولاتنكح البكر حتى تستأذن"، قالوا يارسول الله: وكيف أذنها؟ قال: (أن تسكت).
ومع تشعب مشاكل المرأة وكثرتها وعدم القدرة على الاحاطة بها، كان لابد من الاضاءة على ركن معين وهي شريحة الارامل التي قد تعتبر من الشرائح الاكثر استضعافا بين النساء، في محاولة للكشف واقعهن الحالي والتنبيه على بعض المشكلات التي يعانين منها.
شاعت في مجتمعنا افكار مغلوطة تناقلها المجتمع رجالا ونساء، دون التمحيص في مدلولاتها ومافيها من غبن وظلم، ففقدان الزوج في اي اسرة نتيحة الوفاة، قد يلقي على الزوجة وصمة مجتمعية سلبية، واحكاما قاسية، وشكوكا واتهامات، ومن ثم وصاية غير مشروعة.
سطوة الثقافة المجتمعية على الارامل:
تمارس الثقافة المجتمعية السائدة حالة من الوصاية على الارامل، تسعى فيها الى فرض القيود واحكام القبضة عليهن، وحرمانهن من حقوقهن.
ولعل اشد من ظلم الارامل في المجتمع هن النساء انفسهن، حيث غالبا ماتطبق النساء احكاما قاسية على الارامل، ويتم تصنيفهن وكأنهن مصدر خطر، أو وسيلة لخراب البيوت والاسر.
وعلى نطاق اخر تواجه الارامل في بعض الاحيان وصمة من نوع اخر، فقد تقرن الارملة في بعض الاحيان بالشؤم او تتهم بانها سبب وفاة زوجها، خاصة ان تكررت حالة وفاة ازواجها.
وقد تواجه بعض الارامل مشاكل اخرى بصورة تقييد للحرية من خلال منعها من ممارسة الحياة بصورة طبيعية، كونها ارملة او من خلال الضغط عليها بأولادها الايتام ومنعها من الزواج مرة اخرى.
تعامل العادات الاجتماعية الارملة كإنسانة من الدرجة الثانية، وخاصة في موضوع الزواج، اذا لايفترض ان تتمتع بكافة حقوقها كالعازبة، وتكمل حياتها بشكل طبيعي.
وقد تسببت هذه النظرة المجتمعية السلبية في ردة فعل عنيفة عند بعضهن، تظهر على شكل حالة من التمرد او رغبة في اثبات الذات او حتى تحدي المجتمع وأعرافه.
وقد تؤدي ردة الفعل هذه الى نتائج ايجابية تحاول فيها المرأة تعويض تجربتها المتعثرة من خلال متابعتها للدراسة او الزواج او العمل بهذف تأمين مورد مادي او تحقيق نجاح يعوضها ويغير نظرة المجتمع لها، وقد تدفع بها في بعض الاحيان الاخرى الى نتائج سلبية وتورطها في سلوكيات غير مقبولة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat