يشهد العالم منذ القدم العديد من الحروب بمختلف أساليبها وأدواتها ونوع الأسلحة المستخدمة فيها، وقد كانت الحرب سابقاً مقتصرة على ساحات القتال فقط، ومع تقدم الحياة وتطورها، ازدادت هذه الحروب، كما تطورت أساليبها والأسلحة المستخدمة فيها، ولم تقتصر على ساحة المعركة فحسب، بل دخلت في كل بيت، فأصبحت شاشات التلفاز والمواقع الالكترونية تنقل الحدث أولاً بأول، وتتكرر مشاهد الحروب والعنف يومياً على مرأى الجميع داخل البيوت بمختلف فئاتهم وأعمارهم، مما كان له الأثر الكبير على تنشئة جيل عنيف، حيث كان الأطفال في السابق يمارسون ألعاباً مختلفة: كاللعب بالمكعبات، ولعبة الحبل، والقفز، والغميظة، وألعاب المنافسة التي تنمّي وتطور من ذهنية الطفل.
أما الآن فنرى الأسواق قد امتلأت بالألعاب ذات الطابع الحربي والتي تشابه الى حد كبير الأسلحة الحقيقية، ورغم تعدد الألعاب وتنوعها إلا أن أغلب الأطفال بكلا الجنسين يفضلون اللعب بهذه الأسلحة، وقد انعكست عليهم مظاهر العنف من جراء استخدام هذه الالعاب، حتى انها أصبحت خطراً يهدد حياة البعض، خاصة ما نشاهده في الأعياد والمناسبات حيث يزداد اقتناء هذه الألعاب، فتتحول الشوارع والأزقة الى ساحات حرب تقليداً لما يشاهدونه على شاشات التلفاز، أو في بعض الألعاب الالكترونية التي يجلس الطفل يمارسها ساعات من الليل والنهار ومن ثم تنعكس على سلوكه الخارجي مع أقرانه أو مع افراد عائلته، حيث تعمل بعض الرشاشات البلاستيكية بعد حشوها بكرات حديدية أو بلاستيكية صغيرة الحجم وصلبة، تنطلق الى مسافات بعيدة، فيقوم الطفل بإطلاقها عند اللعب مع اصدقائه، مما يؤدي الى اصابات بالعين، وتؤدي بعض الأصابات الى تلف شبكية أو قزحية العين، وهنا تبدأ المشاكل بين ذوي الأطفال، لذا نلاحظ خوف بعض العوائل من خروج اطفالهم في ايام العيد؛ نتيجة استخدام هذه الألعاب.
إذن، لهذه الألعاب الخطر الكبير على الأطفال؛ كونها تعزز ثقافة العنف، اضافة الى المضار الصحية والاجتماعية التي تسببها، كذلك تقضي على براءة الطفولة وتلويث الفطرة، وهنا يأتي دور الدولة أولاً، وذلك بإيقاف حد لجشع التجار الذين لهم الدور الاكبر في شراء وترويج هكذا ألعاب التي تهدد مستقبل أولادنا.
وثانياً يأتي دور المجتمع والمدرسة والاسرة في توعية الاطفال وتنبيههم على خطر وضرر هذه الألعاب، وعدم شرائها والعمل على إيجاد البدائل لهم، كإنشاء المتنزهات والحدائق والألعاب الترفيهية والنوادي الرياضية، واقامة دورات مختلفة تنمّي قدراتهم العقلية والفكرية، وبذلك تساعد في تنشئة جيل نشط وفعال يبني ويطور البلاد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat