صفحة الكاتب : صفية الجيزاني

لعب الأطفال والأسلحة
صفية الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يشهد العالم منذ القدم العديد من الحروب بمختلف أساليبها وأدواتها ونوع الأسلحة المستخدمة فيها، وقد كانت الحرب سابقاً مقتصرة على ساحات القتال فقط، ومع تقدم الحياة وتطورها، ازدادت هذه الحروب، كما تطورت أساليبها والأسلحة المستخدمة فيها، ولم تقتصر على ساحة المعركة فحسب، بل دخلت في كل بيت، فأصبحت شاشات التلفاز والمواقع الالكترونية تنقل الحدث أولاً بأول، وتتكرر مشاهد الحروب والعنف يومياً على مرأى الجميع داخل البيوت بمختلف فئاتهم وأعمارهم، مما كان له الأثر الكبير على تنشئة جيل عنيف، حيث كان الأطفال في السابق يمارسون ألعاباً مختلفة: كاللعب بالمكعبات، ولعبة الحبل، والقفز، والغميظة، وألعاب المنافسة التي تنمّي وتطور من ذهنية الطفل.
 أما الآن فنرى الأسواق قد امتلأت بالألعاب ذات الطابع الحربي والتي تشابه الى حد كبير الأسلحة الحقيقية، ورغم تعدد الألعاب وتنوعها إلا أن أغلب الأطفال بكلا الجنسين يفضلون اللعب بهذه الأسلحة، وقد انعكست عليهم مظاهر العنف من جراء استخدام هذه الالعاب، حتى انها أصبحت خطراً يهدد حياة البعض، خاصة ما نشاهده في الأعياد والمناسبات حيث يزداد اقتناء هذه الألعاب، فتتحول الشوارع والأزقة الى ساحات حرب تقليداً لما يشاهدونه على شاشات التلفاز، أو في بعض الألعاب الالكترونية التي يجلس الطفل يمارسها ساعات من الليل والنهار ومن ثم تنعكس على سلوكه الخارجي مع أقرانه أو مع افراد عائلته، حيث تعمل بعض الرشاشات البلاستيكية بعد حشوها بكرات حديدية أو بلاستيكية صغيرة الحجم وصلبة، تنطلق الى مسافات بعيدة، فيقوم الطفل بإطلاقها عند اللعب مع اصدقائه، مما يؤدي الى اصابات بالعين، وتؤدي بعض الأصابات الى تلف شبكية أو قزحية العين، وهنا تبدأ المشاكل بين ذوي الأطفال، لذا نلاحظ خوف بعض العوائل من خروج اطفالهم في ايام العيد؛ نتيجة استخدام هذه الألعاب.
إذن، لهذه الألعاب الخطر الكبير على الأطفال؛ كونها تعزز ثقافة العنف، اضافة الى المضار الصحية والاجتماعية التي تسببها، كذلك تقضي على براءة الطفولة وتلويث الفطرة، وهنا يأتي دور الدولة أولاً، وذلك بإيقاف حد لجشع التجار الذين لهم الدور الاكبر في شراء وترويج هكذا ألعاب التي تهدد مستقبل أولادنا.
 وثانياً يأتي دور المجتمع والمدرسة والاسرة في توعية الاطفال وتنبيههم على خطر وضرر هذه الألعاب، وعدم شرائها والعمل على إيجاد البدائل لهم، كإنشاء المتنزهات والحدائق والألعاب الترفيهية والنوادي الرياضية، واقامة دورات مختلفة تنمّي قدراتهم العقلية والفكرية، وبذلك تساعد في تنشئة جيل نشط وفعال يبني ويطور البلاد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفية الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/10/15



كتابة تعليق لموضوع : لعب الأطفال والأسلحة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net