صفحة الكاتب : الشيخ محمود الحلي الخفاجي

في رحاب شخصية خاتم الأنبياء (ص وآله).
الشيخ محمود الحلي الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  إذا أردنا ان نتعرف على شخصية من شخصيات العظماء الذين خلدهم التاريخ ، فلابد من معرفة بعض السمات التي اتصفت بها تلك الشخصية حتى احتلت هذه المكانة والشأنية٠ ومن تلك الشخصيات التي أضحت تعد من أعظم شخصيات التاريخ البشري وسادته هو خاتم الأنبياء محمد(ص وآله). وقد شهد بهذه العظمة في شخصيته( ص وآله ) هو القرآن الكريم ، بقوله تعالى( وإنك لعلى خلق عظيم )، وهذه أعظم شهادة نالتها هذه الشخصية الألهية في هذا الوجود كله. 

وهنا نشير الى كلام جميل لأحد العلماء ، حيث يقول( أن للانسان قوتين:
- القوة الأولى: القوة النظرية
- والقوة الثانية: القوة العملية
 وان هناك كمال للقوة النظرية ، كما أن هناك كمال للقوة العملية، فكمال  القوة النظرية يكون بالعلم اذ كلما كان العلم أكمل كان الإنسان في بعد العقل النظري، فيما يكون كمال القوة العملية بالأخلاق ، إذ كلما كان الإنسان أكمل في أخلاقه كان أكمل في قوته العملية وفي عقله العملي)٠
وقد عظمت شخصية النبي( ص وآله ) لعظمة القوة العملية بالأخلاق وقوته النظرية بالعلم وبقية الفضائل الأخرى٠٠٠فبلغ أعلى درجات الكمال البشري ٠٠٠
من هنا وبسبب بلوغه ذروة الكمال أصبح ( ص وآله ) جعله الله تعالى للآخرين أسوة وقدوة يحتذى به في كل المستويات، قال تعالى (( ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله ٠٠٠)٠٠
فالقرآن الكريم يدعونا جميعا الى الإقتداء بسيرة وسلوك النبي (ص وآله )، هذه السيرة والسلوكيات التي تمنح الاستقامة والنبل والطهارة والخير لمن تأسى بها، هذه السيرة لو اخذناها كبرنامج عمل وسلوك وأخلاق.
فإذا أردنا أن نكون من أهل الصلاح و الدين وننال الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة علينا أن نحتذي برسول الله (ص وآله ) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام)٠
حيث ان هذا التأسي والإقتداء لا يحصل إلا من اشتملت نواياه ودوافعه على أمور (ثلاثة) بحسب ماتقرره الآية الشريفة: 
- الأمر الأول: من كان في قلبه  صفة الرجاء  وقد تعلقت نفسه  بربها سبحانه وتعالى٠
- الأمر الثاني: من تعلقت نفسه واعتقدت بيوم يقوم الناس فيه لرب العالمين، والإعتقاد بأن هذه الدنيا ليست هي نهاية المطاف بل هي مقدمة لحياة حقيقية وهي حياة الآخرة ٠
- الأمر الثالث: طاعة الله عزوجل بذكره  وعبادته ، وان يعمل الإنسان  وفق حدود الله تعالى، وأن لا نغفل عن طاعته وذكره  بحيث تتحرى عدم ارتكاب المعصية في ساحات العمل وفي السوق أو في التجارة  أو في الدائرة.
هذه الأمور التي لابد من احرازها في أنفسنا، كي نهيئ أنفسنا للإقتداء والتأسي برسول الله (ص وآله ) وأهل بيته (عليهم السلام )٠
إن التأسي والإقتداء بأقدس الوجودات في عالم التكوين وهو خاتم الأنبياء محمد (ص وآله ) بما أنه هو، هو الطريق الموصل  الذي طرحته السماء كأنموذج  كي يصل الإنسان الى الكمال والسعادة التي ينشدها الإنسان في حياته، وعليه فالإنسان الذي يبني شخصيته وعلاقتة بالله عزوجل وعلاقته بنفسه ومع الآخرين   لابد أن تكون تلك العلاقة مبنية على سمات وخصائص تلك القدوة والأسوة وهي تلك الشخصية العملاقة في عالم الوجود بأسره الذي تكاملت في كل المستويات.
فعندما نأخذ جانب العبودية وعلاقه النبي الأعظم (ص وآله ) بالله عزوجل فلابد أن نلاحظ كيفية هذه العلاقة مع ربه ، وكيف جسدها في حياته ، فلوأخذنا ممارسة الصلاة التي تعتبر ركيزة أساسية في ميدان العلاقة مع الله فنراه (ص وآله) ينظر إليها كمشروع رحب وواسع لذوبان العبد بالله روحياً وسلوكياً، فهي طريق لأزالة متاعب الحياة وهمومها فنراه (ص وآله) عندما يحين وقت الصلاة يقول لبلال: ( قم يا بلال فأرحنا بالصلاة) فيراها (صلوات الله عليه ) توجه ولقاء العبد مع ربه، ومفتاح هذا اللقاء هو محراب الصلاة .
وكم نحن بحاجة إلى هذا الإقتداء والتأسي في علاقتنا مع الله من خلال مفهوم  الصلاة كي تؤثر فينا سلوكا وتبنى فيها شخصياتنا لتقوية علاقتنا بالله من خلال الجوانب الروحية والمعنوية بواسطة قوامها الأساس (الصلاة)، والتي تجسد معاني عبودية العبد بربه.
فعن الإمام أمير المؤمنين( ع) قال: (ولقد قام رسول الله (ص وآله) عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه واصفر وجهه. يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله تعالى ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) بل لتسعد ).
فهنا بين الإمام (ع) عبادة النبي (ص وآله) وشدة ارتباطه بالله من خلال أداء الصلاة والقيام بها في آناء الليل ، وكيف إحياؤه لها، وكان صلى الله عليه وآله يكثر من قراءة القرآن الكريم والإستغفار والذكر وكثرة الصيام المستحب، وهكذا بقيةالعبادات الأخرى ،فان هذه الممارسات العبادية التي يقوم بها النبي الأكرم( ص وآله )لم تكن كباقي العبادات التي يؤديها باقي الناس، بل كانت إدراك لحقيقة العبودية وجوهرها وما تقوم به من وظائف في تطهير النفس وتربيتها وشدة الأر تباط بالله تعالى ، وتربية النفس على الفضائل وتنزيهها عن الرذائل، فأن نفسه
سوف تتسامى وتتكامل في ميدان الطهارة والاستقامةمن خلال هذه العبادات، فالنبي (ص وآله ) أعظم وجود في الوجود البشري في تجسيد العبودية لله عزوجل لذلك كان (ص وآله) هو الإنسان الكامل في الوجود البشري ولهذا كان هو القدوة والأسوة في تجسيد الجانب الأخلاقي والروحي عند الإنسان٠

- شيخ محمود الحلي الخفاجي ٢٧ - ٢٨ صفر١٤٤٣ هج


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمود الحلي الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/25



كتابة تعليق لموضوع : في رحاب شخصية خاتم الأنبياء (ص وآله).
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net