الوائلي و العيساوي وصراع الإقصاء
اكرم السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
للمرّة الخامسة يخفق حزب الدعوة والتيار الصدري في إعفاء صابر العيساوي أمين بغداد من منصبه ..
بعد الاستماع إلى جلسات استجواب أمين بغداد تبين إن الدوافع التي دعت النائب شيروان الوائلي إلى استجواب العيساوي كانت دوافع سياسية, وإلا لماذا هذا الإصرار على قضية عرضت إمام الرأي العام ولم تثبت الإدانة .. إن قضية استجواب أمين بغداد تكشف للشارع العراقي أمور عديدة ؟؟ منها قدرة كتلة المواطن النيابية على تعطيل مشروع استهداف احد المسؤولين الحكوميين المحسوب على المجلس الأعلى تحت قبة البرلمان رغم قلة عدد أعضائها مما يدل على إن للمجلس الأعلى دور محوري بإمكانه التأثير على الآخرين للوقوف معه عند الضرورة الوطنية, وتكشف أيضا استغلال السلطة التشريعية لأهداف سياسية وإلا لماذا يصر الوائلي على إعفاء العيساوي من منصبه وهو يعلم انه ينتمي إلى ذات الجهة التي يتحالف معها حزب الوائلي, فيا ترى هل وعده المالكي إن يجعله أمينا لبغداد لكي يسرح ويمرح بالأمانة بعدما منعه العيساوي من استغلالها لحسابه الشخصي .. ويكشف أيضا طمع التيار الصدري بهذا الموقع لأنهم يعتبرونه خزينة مفتوحة لتمويل عصاباتهم الخارجة عن القانون .
إن الواقع العملي للانجازات التي قام بها العيساوي بتنفيذ مشاريع خدمية مثل مشاريع الماء الصالح للشرب وشبكات الصرف الصحي وتشجير العاصمة وبناء المجسرات العديدة التي ساعدت على فك الاختناقات المرورية التي سببها غلق المنطقة الخضراء وهذا الواقع يجعل الرجل في مصاف رجال الدولة الذين استثمروا موقعهم من اجل بناء وأعمار البلد .. ولنتصور إن أمانة بغداد بيد التيار الصدري أو بيد حزب الدعوة ,, فلو كانت بيد التيار الصدري لأصبحت مثل وزارة الصحة مأوى للمجرمين والإرهابيين والخارجين عن القانون ولأصبحت ميزانيتها شيكات تتلاعب بها الصبيان تحت تأثير التهديد والوعيد .. ولو كانت أمانة بغداد بيد حزب الدعوة (حزب المالكي) لأصبحت ثكنة حزبية تسرق أموالها كما سرقت أموال وزارة التجارة وما قصة عبد الفلاح السوداني منا ببعيد .. إن على النائب شيروان الوالي إن يقدم نفسه للاستجواب قبل غيره لأنه خرق الدستور عندما استخدم وزارة الأمن الوطني لخدمة حزب الدعوة وإعادة المجرمين البعثيين أصدقائه القدماء لها وتقسيط الأحزاب من خلال المواقع الالكترونية التي يديرها منتسبي الوزارة .
إن الهدف الحقيقي من استهداف العيساوي هو موقعه لا فعله أو انجازاته أو إخفاقاته والهدف ميزانية الأمانة لا الحفاظ عليها وأملنا بالبرلمان العراقي كبير إن يقف دون تنفيذ مثل هكذا خروقات