صفحة الكاتب : تبارك صباح

إغماءة يقظة
تبارك صباح

 نام الكتاب على وجهي، وأخذتني إغماءة اسميها من باب المجاز نوماً، كان الكتاب الذي بين يدي عن الامام الجواد (عليه السلام)، وكنت اقرأ عن رواية حكيمة ابنة الامام الكاظم (عليه السلام)، واذا بي أبصر في رؤياي سيدة من نور، تقول وكأنها تريد أن تسمعني ما تقول:ــ بلغ مولاك الرضا لأربعين عاماً لم يُرزق بولد. فكان هذا الأمر مدعاة لقلق الشيعة؛ لأنها تعتقد بأن الإمام التاسع سيكون ابن الإمام الثامن.
ولهذا كانوا ينتظرون بفارغ الصبر أن يَمُنَّ الله (عزَّ وجلَّ) على الإمام الرضا (عليه السلام) بولد، حتى أنَّهم في بعض الأحيان كانوا يذهبون إلى الإمام (عليه السلام) ويطلبون منه أن يدعو الله سبحانه بأن يرزقه ولداً، وهو (عليه السلام) يُسلِّيهم، ويقول لهم: «إنَّ اللهَ سوف يَرزُقني ولداً يكون الوارث والإمام من بعدي» لما حضرت ولادة أمّ أبي جعفر (عليه السلام) دعاني الإمام الرضا (عليه السلام) فقال: «يا حَكيمة، اِحضَري ولادتَها».
وأدخَلَني عليه السلام وإيّاها والقابلة بيتاً، ووضعَ لنا مصباحاً، وأغلق الباب علينا.
فلما أخذها الطلق انطَفأ المصباحُ، وكان بين يديها طست، فاغتممتُ لانطفاءِ المصباحِ، فبينما نحن كذلك إذْ بَدْرُ أبي جعفر (عليه السلام) في الطست، وإذا عليه شيءٌ رقيق كهيئة الثوب، يسطع نوره حتى أضاء البيت فأبصرناه .
فأخذتُه فوضعتُه في حِجري، ونزعتُ عنه ذلك الغشاء، فجاء الإمام الرضا (عليه السلام) وفتح الباب، وقد فرغنا من أمره، فأخذه (عليه السلام) ووضعه في المهد وقال لي: «يَا حَكيمة، الزمي مَهدَه».
فلما كان في اليوم الثالث رفع (عليه السلام) بصره إلى السماء، ثم نظر يمينه ويساره، ثم قال (عليه السلام): «أشهدُ أنْ لا إِلَه إلاَّ الله، وأشهدُ أنَّ مُحمَّداً رسولُ الله».
فقمتُ ذعرة فزِعةً، فأتيتُ أبا الحسن (عليه السلام) فقلت: سَمِعْتُ مِنْ هذا الصبي عَجَباً.
فقال (عليه السلام): «ومَا ذَاكَ»؟ فأخبرتُهُ الخبر.
فقال (عليه السلام): «يَا حَكيمة، مَا تَرَوْنَ مِنْ عجائبهِ أكثر».
وأخيراً ولد الإمام محمد الجواد (عليه السلام) وأشاعت ولادته عليه السلام الفرح والسرور بين أوساط الشيعة، ورسَّخت الإيمان في قلوبهم، وأزالَتِ الشَّكَّ الذي دخل قلوب بَعضٍ مِنهُم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تبارك صباح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/17



كتابة تعليق لموضوع : إغماءة يقظة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net