نام الكتاب على وجهي، وأخذتني إغماءة اسميها من باب المجاز نوماً، كان الكتاب الذي بين يدي عن الامام الجواد (عليه السلام)، وكنت اقرأ عن رواية حكيمة ابنة الامام الكاظم (عليه السلام)، واذا بي أبصر في رؤياي سيدة من نور، تقول وكأنها تريد أن تسمعني ما تقول:ــ بلغ مولاك الرضا لأربعين عاماً لم يُرزق بولد. فكان هذا الأمر مدعاة لقلق الشيعة؛ لأنها تعتقد بأن الإمام التاسع سيكون ابن الإمام الثامن.
ولهذا كانوا ينتظرون بفارغ الصبر أن يَمُنَّ الله (عزَّ وجلَّ) على الإمام الرضا (عليه السلام) بولد، حتى أنَّهم في بعض الأحيان كانوا يذهبون إلى الإمام (عليه السلام) ويطلبون منه أن يدعو الله سبحانه بأن يرزقه ولداً، وهو (عليه السلام) يُسلِّيهم، ويقول لهم: «إنَّ اللهَ سوف يَرزُقني ولداً يكون الوارث والإمام من بعدي» لما حضرت ولادة أمّ أبي جعفر (عليه السلام) دعاني الإمام الرضا (عليه السلام) فقال: «يا حَكيمة، اِحضَري ولادتَها».
وأدخَلَني عليه السلام وإيّاها والقابلة بيتاً، ووضعَ لنا مصباحاً، وأغلق الباب علينا.
فلما أخذها الطلق انطَفأ المصباحُ، وكان بين يديها طست، فاغتممتُ لانطفاءِ المصباحِ، فبينما نحن كذلك إذْ بَدْرُ أبي جعفر (عليه السلام) في الطست، وإذا عليه شيءٌ رقيق كهيئة الثوب، يسطع نوره حتى أضاء البيت فأبصرناه .
فأخذتُه فوضعتُه في حِجري، ونزعتُ عنه ذلك الغشاء، فجاء الإمام الرضا (عليه السلام) وفتح الباب، وقد فرغنا من أمره، فأخذه (عليه السلام) ووضعه في المهد وقال لي: «يَا حَكيمة، الزمي مَهدَه».
فلما كان في اليوم الثالث رفع (عليه السلام) بصره إلى السماء، ثم نظر يمينه ويساره، ثم قال (عليه السلام): «أشهدُ أنْ لا إِلَه إلاَّ الله، وأشهدُ أنَّ مُحمَّداً رسولُ الله».
فقمتُ ذعرة فزِعةً، فأتيتُ أبا الحسن (عليه السلام) فقلت: سَمِعْتُ مِنْ هذا الصبي عَجَباً.
فقال (عليه السلام): «ومَا ذَاكَ»؟ فأخبرتُهُ الخبر.
فقال (عليه السلام): «يَا حَكيمة، مَا تَرَوْنَ مِنْ عجائبهِ أكثر».
وأخيراً ولد الإمام محمد الجواد (عليه السلام) وأشاعت ولادته عليه السلام الفرح والسرور بين أوساط الشيعة، ورسَّخت الإيمان في قلوبهم، وأزالَتِ الشَّكَّ الذي دخل قلوب بَعضٍ مِنهُم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat