صفحة الكاتب : ساره صالح

من حكايات جدتي أمينة..
ساره صالح

  كانت حكايات جدتي تشدني الى عوالمها، فأسرح معها الى دنيا الخيال لأكون أنا البطلة بعدما أرسم عوالم القصة، وقصتي اليوم تحتاج الى بحيرة صغيرة لتكون الديكور المعتمد في حكايتي:
كانت إحدى أهم عاداتي الذهاب كل يوم الى البحيرة الهادئة، أتأمل انعكاس صورتي على ماء البحيرة لشدة سكونه، ذات يوم تبعني ابن الجيران حسن المشاكس دوماً، وبينما أنا أتأمل وأصفف شعري على مياه البحيرة، أخذ حسن المشاكس حجراً وألقاه في البحيرة فتموج الماء، واضطربت صورتي، حاولت جاهدة أن أوقف الصورة المتحركة بعنف لكن لا فائدة.
 حاولت أن أوقف تلك الموجة اللعنة الهائجة فالموجات لا تتوقف حتى لو اهلكت روحي، وبقيت اركض يمنة ويسرة لأوقف تموجات الماء حتى عجزت، فشعرت بالأسى، جلست محتارة لا اعرف ما هو السبيل، وكيف لي أن أحل المشكلة الكبيرة، وهل أركض خلف حسن لأعاقبه، وهل يستكين الماء اذا ما نال حسن عقابه..؟
 رأيت شيخاً كبير السن، نظر اليّ هذا الرجل وعرف اني حزينة، وفكر أني قد احتاج اليه، سألني: ما بك يا سارة، هل تحتاجين الى مساعدة؟ فرويت له ما حدث لي بسبب جارنا حسن المشاكس، ابتسم حينها بوجهي وقال: ان مسألتك لا تحتاج الى كل هذا الحزن، قلت له: عمو انا اريد ان اوقف تعرجات الماء ولم اقدر، قال لي: انا اعلمك كيف توقفين تموجات البحر، لكن ذلك صعب ويحتاج الى جهد منك.
 قلت: انا مستعدة أن أفعل أي شيء ومهما كانت الصعوبة، فقال لي وهو يذهب عني: دعي البحيرة حتى تهدأ.
 عرفت من يومها أن جدتي أمينة تريد أن تقول لي من خلال هذه القصة: إن بعض الأمور والمشاكل عندما نحاول حلها نزيدها سوءاً حتى لو كانت نوايانا سليمة، لذلك علينا أن نصبر ونتركها لوقتها، ولا نتعجل حلّ الأمور فهي بيد الله سبحانه تعالى، حتى صرت عند كل مشكلة أقول لنفسي: دعي البحيرة حتى تسكن.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ساره صالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/25



كتابة تعليق لموضوع : من حكايات جدتي أمينة..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net