التخطيط للغدير: ج٣
الشيخ محمود الحلي الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ محمود الحلي الخفاجي

من الأمور المهمة في تأثير الخطاب وإيصال مضامينه إلى الجمهور هو اختيار المكان ليكون ظرفا متناسبا مع مضمون الخطاب وتناسب كلمات الخطاب ومضامينه مع المشهد الذي ستوجه مضامين الخطاب اليه٠وهذا مؤشر يشير الى حكمة والنظر الثاقب للقائد الذي يسعى للنجاح وفرض إستراتيجية يتجاوز من خلالها سلبيات العمل. وهذا الأمر سيتضيق أو يتسع بحسب نوع وقوة المضمون واهدافه على المدى البعيد ، وبحسب الواقعة بالأخص إذا كانت الواقعة شخصية ولاتمثل الا العدد القليل المخاطب بها، أو أنها تكون عامة وشاملة لاستيعاب عدد كبير من المخاطبين بمضمون الخطاب, أو ان هذه الواقعة تتصف بصفة الشمولية والعموم من حيث آثارها
أو نتائجها أو أهدافها, فتشمل كل الأفراد سواء أكانوا حاضرين ام غائبين ، بل تشمل وتعم كل الأفراد الذين تعلق بهم الخطاب على طول الخط فيشمل كل الأجيال. وهذا يتأكد اكثر في الوقائع التي تحمل جوانب معنوية وروحية كببرة, وابعاد عقائدية لها دور في حياة الإنسان وما سيترتب عليه من انعكاسات مهمة ايجابا أو سلبا في حال الموافقة او في حال المخالفة .
بعد هذه المقدمة نقول:
إن ما حدث في واقعة الغدير وما أكتنف أجواء ومشهد الواقعة لهو أمر هام جدا له متغيرات كبيرة على المستوى العقائدي لحياة الإنسان وذلك لأهمية هذا الخطاب النبوي في صحراء الغدير الذي كان بأمر الله تعالى، وتضمن أهميته من خلال ذلك الخطاب هو:
اولا: تعيين وتنصيب الحامل الشخصي لحمل مواريث الأنبياء(عليه السلام)٠
ثانيا: اهتم هذا الخطاب بالجانب الاعلامي الكاشف عن عمق القضية والاهداف ليست الثانية فحسب بل تشمل الأهداف المستقبلية المرجوة منها.
ثالثا: بيان ان هذه الواقعة من حيث المضمون انه ليس فقط كواقعة تاريخية بل النظر لها بكونها اكبر تجمع بشري في ذاك الوقت، وهذا المشهد سيحكي أغراض هذه الواقعة واهدافها٠
رابعا: من المؤثرات في تعظيم هذا المشهد هو الوجود المقدس للنبي (صلى الله عليه وآله) وتأثيره بنفسه وبهوية خليفته من خلال بيان صفات علي (عليه السلام) وبيان فضائله وشانيته ومقامه عند الله وعند رسوله (صلى الله عليه وآله):( من كنت مولاه فهذا علي مولاه، ومن كنت نبيه فهذا علي اميره ٠٠٠).
شيخ محمود الحلي الخفاجي ٢١ ذي الحجة ١٤٤٣هج
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat