لم يعد يخفى على العالم أن الانترنت ضاف جمالاً ورونقاً على الحياة في مختلف مواقعه وأهدافه، التي المفترض من شأنها سمو وتطور الفرد، وما هذه التكنولوجيا إلا بحر عميق لا يستطيع احد تجاوزه الا بعلمه ودرايته بكيفية التعامل مع هذا التطور الذي بات يشكل جزءاً كبيراً في الحياة، فنراه بين يدي الكبير والصغير، بل احتلّ عالمنا وبشكل كبير ملحوظ، حتى أصبح الصديق القريب للكثير من الناس، وارتفعت كثيراً نسبة الوقت الذي نقضيه عبر هذه الوسيلة، مقارنة بالوقت الذي نقضيه بين عوائلنا حتى بات بعضهم شبه غريب في عائلته، لا يعلم عنهم إلا القليل.
استطاع الانترنت وبكل جدارة كسب الافراد من خلال ما يتم نشره ومتابعته في نفس الوقت، من مواضيع صادقة احياناً، وتارة أخرى غير صادقة، وأخرى لا صحة لها أبداً،
وغيرها الكثير من المنظمات التي وجدت الانترنت اداة لتوسيع افكارها الفاسدة ونشرها للإطاحة بالدين والمذهب والعقيدة، فنراها تنشر هنا فكراً وهابياً، لتشتيت فكر الشباب الشيعي، وفي صفحة أخرى تروج للنيل من أهل البيت (عليهم السلام) وتكفيرهم من جهة اخرى.
ومن الملاحظ أن هذه المنظمات وأتباعها تستهدف الشباب بشكل كبير وملحوظ، واستغلالها لهذه الفئة الشبابية حصراً؛ لأنها فئة ساعية الى تقدم المجتمع، فإحاطتهم من جميع الجهات بما يشتت اذهانهم ويجعلهم في بحر الضياع عن دينهم وعقيدتهم، فالشاب الذي تربى منذ نشأته الأولى على المعارف الدينية والفكرية الصحيحة، استطاع تخطيهم بل والنيل منهم ومن أهدافهم ومحاربتهم اعلامياً، وكشف فسادهم وزيفهم، فمنهم من جعل من هذه الوسيلة طلباً للعلوم التي يحتاجها ومن خلالها ساهم وكان له دور فعال في ايصالها لأكبر عدد ممكن: كالعلوم الدينية، والثقافية، والعقائدية، ومنهم من وقع في شراكهم، وكان ضحية، فتجرد من عقديته ومبدئه، وتأثر سلباً وجهلاً بثقافتهم الكاذبة، فنراه تجرد من غيرته ورجولته عبر وسائل التواصل الاجتماعي ساعياً بدوره الى نشر الفساد المطلوب وبأشكاله المختلفة .
فكلما كان التطور أكثر كان التعامل معه أكبر وأخطر، ولاحتواء هذا الخطر كان لابد من التوعية، وغرس روح الايمان في النفوس، ولاسيما في هذا العصر الذي تكاثرت فيه الأيادي الآثمة الهادفة للنيل من كرامة المسلم ومبادئه، ويرجع الأمر أولاً وأخيراً للأهل الكرام الذين يمارسون الدور الاساسي في تنشئة جيل واع مثقف، يحمل رسالة التبليغ الاسلامي لينشرها ويحافظ عليها بكل ما اوتي به من قوة.
وتكمن القوة بمقدار الايمان الحق والارتباط بالله (جل وعلا) فلا يختلف الانترنت عن واقع حياتنا اليومية، في الحالتين نحن بين امرين:
الاول: الخير والصلاح والاصلاح والتطور فكرياً وعملياً.
والثاني: الرجوع نحو الخلف ونشر الجهل والفساد.
والله فضّل بني آدم بالعقل، وعليه ماذا ستختار؟
ولدي العزيز :
لا تتجرد من رجولتك وغيرتك، وتسهم في تسلط الشيطان على تفكيرك وتصرفك وحافظ على الآخرين كما تحافظ على أحبتك وعائلتك، واعلم ولدي انك في نظر الله (جل وعلا) فاسعَ لرضاه (جل وعلا).
ابنتي العزيزة :
انتِ جوهرة الحياة فاحفظي عفتك وحياءك، يا ابنتي، قطعة الشكولاتة التي تكون مغلفة بأجمل الأغلفة اجمل بكثير من قطعة الشكولاتة التي ازيل عنها غلافها، فتكون عرضة للهواء والميكروب.
ابنتي، مثل ما وضعت اسماً مشرفاً يظهر ايمانك بأهل البيت (عليه السلام) حافظي ايضا على تلك الصورة للتي تضعينها؛ لتكون أهلاً لذلك الاسم العظيم.
عزيزتي، لا تنبهري بالإعلام الكاذب الذي يدّعي الدفاع عن حقوق المرأة وحريتها،
فهو وسيلة للنيل منك عزيزتي؛ لأنك زينبية الخطا، فحافظي على خطا النصر الزينبي
الذي ما زال حتى اليوم عائقاً لمخططات الظالمين.
ان الله كرمك عزيزتي واعطاك منزلة رفيعة جداً، فلتكوني جبلاً لا تهزه هذه الموجات السامة الموجهة اليك .
وفي الختام، نسأل الله العلي القدير التوفيق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat