صفحة الكاتب : صفية الجيزاني

غزوة بني قريظة 
صفية الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الغدر والخيانة ونقض العهود من الخصال التي عرف بها اليهود، ونشأوا عليها، كذلك عرفوا بعدائهم وكرههم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وللمسلمين، خاض معهم الرسول العديد من الغزوات، آخرها غزوة بني قريظة، وهم من يهود المدينة.
 وقصة هذه القضية التاريخية كما تذكرها مصادر المسلمين: (إن رسول الله -ص- بعد ما رجع من غزوة الخندق وصار الى بيت فاطمة -عليها السلام- يريد أن يغتسل، أتاه جبرئيل يقول: عذيرك من محارب، والله ما وضعت الملائكة لامتها، كيف تضع لامتك؟ إن الله يأمرك أن لا تصلي العصر الا ببني قريظة، فأني متقدمك ومزلزل بهم حصنهم. فنادى بلال بأمر رسول الله -ص- في الناس أن لا يصلي أحد العصر إلا في بني قريظة، فخرج الناس فأحاطوا بحصنهم، وامتد الحصار خمسة عشر يوماً أو خمسة وعشرين على قول، والحرب قائمة بالرمي والنبال والحجارة، حتى بعث الله الرعب فيهم، واشتد عليهم وطأة الحصار، فنزلوا من قلاعهم، ورضوا بحكم سعد بن معاذ: قد حكمت أن تقتل رجالهم، وتُسبى نساؤهم وذراريهم، وتقسم غنائمهم بين المهاجرين والانصار، وهكذا كان)(1).
قال تعالى: « وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا {26} وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا»(2). 
نزول هذه الآيات في قضية بني قريظة ذكرته العديد من التفاسير، إلا أننا خلال البحث والتقصي وجدنا هناك اختلافاً في الآراء حول الحكم عليهم، فبعضهم قال: إن الآيات هنا لا تشير الى عملية قتل جماعي او إبادة جماعية بل تقول: إن هناك قسماً قتل، وقسماً آخر أسر، فقد يكون القتل بالمعركة.
وعلى كل حال، فإن الاسلام هو دين الرحمة ورسول الله (ص) جاء رحمة للعالمين، فكيف يكون القتل قد شمل جميع الرجال، وهناك الشيوخ والأطفال، وهذه ليست من أخلاقيات الحرب في الاسلام، كما جاء في وصايا النبي (ص) للمقاتلين المسلمين.
 عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كان رسول الله (ص) اذا بعث سرية دعا آمرها فأجلسه الى جنبه وأجلس اصحابه بين يديه ثم قال: سيروا باسم الله وبالله وفي سبيل الله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقطعوا شجرة الا أن تضطروا اليها، ولا تقتلوا شيخاً ولا صبياً ولا امرأة، فأيما رجل من أدنى المسلمين وأفضلهم نظر الى أحد من المشركين فهو جار له حتى يسمع كلام الله، فإن تبعكم، فأخوكم في دينكم وإن أبى فاستعينوا بالله عليه وأبلغوه مأمنه»(3).
 وفي سنن ابي داوود باسناده عن انس بن مالك، إن رسول الله (ص) قال: «انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، ولا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً ولا صغيراً، ولا امرأة ولا تغلوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين»(4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) منتهى الآمال: ج1/ ص106.
(2) سورة الأحزاب: 26-27.
(3) تهذيب الأحكام: ج6/ ص139، الكافي: ج5/ ص27.
(4) سنن أبي داوود: ج1/ ص589.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفية الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/17



كتابة تعليق لموضوع : غزوة بني قريظة 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net