شبح تسريب الاسئلة الوزارية يطارد احلام الطلبة..
ميس الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ميس الخفاجي

عادت مشكلة تسريب اسئلة الامتحانات مرة اخرى، بعد أن تخلصت منها وزارة التربية في الاعوام السابقة لتصبح ازمة حقيقية تحتاج الى المواجهة الحاسمة، وعلى الرغم من اجراءات وزارة التربية الا انه يجري تسريب الاسئلة والاجابات عنها في وسائل التواصل الاجتماعي مما يحبط العملية التربوية وانسيابية الامتحانات الوزارية.
ان تسريب اسئلة الامتحانات افة اخلاقية وقيمية وتربوية، والذين يقومون بهذه الافعال يريدون تكريس حالة الخلل القيمي والتربوي في نفوس طلابنا.
وهناك العديد من التأثيرات على الطلاب والمجتمع والتي تنتج عن النتائج المزيفة التي يحصل عليها طلابنا بسبب تسريب الاسئلة وعدم النزاهة فيها، وسوف تخرج اجيالا يصبح هذا النهج عادة لديها.
ويمكن وصف ظاهرة تسريب الاسئلة على وسائل الاتصال و التواصل الاجتماعي بالغش الالكتروني من قبل عناصر فاسدة، تعيث فساداً في الارض كما في الفضاء الالكتروني لتدمير مستقبل الاجيال.
اما تسريب الاسئلة من الناحية النفسية فهو يعد قضية اخلاقية بالدرجة الاولى، وهذا الامر يرهق الطالب الذي يجد ويجتهد للحصول على اعلى الدرجات في حين ان هنالك مافيات تقوم بنشر الاسئلة قبل مو عدها المقرر مما يزيد من خوف وارتباك الطالب وجعل مستقبله في مهب الريح، فالطالب العراقي اليوم فاقد للثقة بنفسه، وخبر تسريب الأسئلة تتعدى تأثيراته على الطالب نفسه و المجتمع، بل إنه تعداه ووصل الى حد الاساءة لسمعة الشهادة العراقية في خارج البلاد.
ان هذه المشكلة ليست وليدة اليوم اذا انها كظاهرة موجودة وحصلت في السنوات السابقة وتكررت، وفي ذلك الوقت لم تتعامل وزارة التربية مع هذا الامر بجدية وحاولت بكل السبل التغطية عليه ومنع تحوله الى ازمة عامة، وفي السنوات اللاحقة استمر تسريب الاسئلة دون حلول جذرية من الوزارة.
مرت السنوات المتعاقبة والاسئلة تسرب
والطالب يدرس في مدارس اشبه بالسجون
والمدرس مهان، والوزارة ومفاصلها يحكمها الفاسدون
واولياء الامور التجأوا الى التدريس الخصوصي لعله يصلح من الواقع شيئاً ولو كان يسيراً الا ان شبح تسريب الاسئلة مازال يطارد احلام الطلبة واولياء الامور والعملية التربوية برمتها.
وهناك حلول لمواجهة هذه الظاهرة وهي ان تتخد وزارة التربية اجراءات صارمة طول مدة اعداد الاسئلة وطباعتها لحين موعد الامتحان المحدد، كما يجب ان تختار من يقوم بكل هذه المهمات من الاشخاص ذوي الخبرة وحسن السلوك لتجنب مثل هكذا مشاكل.
كما يجب تفعيل النصوص القانونية لردع من يقوم بهذه الافعال حيث ان القانون العراقي حدد عقوبات لمن يتسبب في تسريب اسئلة الامتحانات استنادا الى احكام الفقرة ( أ ) من المادة الثانية والاربعين من الدستور.
القرار ١٣٢ الصادر سنة ١٩٩٦.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat