تنويه : قد يكون المقال طويلا بعض الشيء فارجوا الاعتذار
الافيون : عشبة مخدرة يستخدمها من يريد أن يعطل عقله وينفصل عن المجتمع
{الدين أفيون الشعوب} تحت هذه اليافطة الجائرة الظالمة كتبت المقالات والاشعار والمدونات من قبل العلمانيين والشيوعيين والملاحدة والافيونيين أنفسهم.
قالوا ان الدين هو سبب التخلف الحاصل في الأمة وهو المانع لها من التقدم وإن الأمة في حقبة معينة من تاريخها كانت بحاجة إلى دين ما، سماويا كان أم وضعيا لتنظيم أمور المعاش والرياش ولكن اليوم وبعد تطور العلوم والتكنولوجيا والعقلية البشرية فلا حاجة للدين، ويكون القانون والعلم هما الحاكمان المنظمان لحياة الناس ويضربون مثالا بالامم الغربية التي تركت الدين وتطورت.
ودعنا نبتعد عن المجادلات البيزنطية وننظر نظرة بسيطة لما يجري اليوم في أمريكا والغرب بشكل عام.
لماذا لم تتمكن الديمواقراطية وحقوق الإنسان والمؤسساتية والعلوم المتقدمة والنظام الصحي والتعليمي من صناعة انسان يحترم نفسه قبل أن يحترم وجود الآخرين.
لماذا تمكن العالم الجديد من صناعة وحش كاسر مقيد بقيد القانون حتى إذا انفلت القيد برزت تلك الروح الوحشية وكأنك ترى انسان ما قبل ٢٠٠٠ سنة.
أين ذهبت كل المفردات العظيمة وكيف ذابت كل العناوين البراقة بيومين او ثلاثة في أمريكا.
ترك الدين لتتفكك العائلة وتضيع الأنساب ويكثر القتل والفحش والاغتصاب وتهان القيم الإنسانية وتقهر الشعوب المظلومة ويكثر الكذب والغش والخداع والإعلام الزائف والوحشية التي لا مثيل لها.
ما حدث في أمريكا مؤخرا يعد مثالا لكل المجتمعات الغربية وليس مرهونا بالواقع السياسي، فمباراة لكرة القدم تصنع مثل هذا الأمر وارتفاع الضرائب كذلك ولعل الدعوة إلى الشذوذ قد تؤدي إلى اكثر من ذلك.
ليس هنالك إلا السطوة والجنس والمال في الاعم الاغلب من تفكير هذه الشعوب التي خرجت من إطار الدين نحو إطار الدنيا.
ولعل قائل يقول : هل عميت أعينكم عن التطور التكنولوجي الكبير في هذه الدول مع تخلف الدول ذات الصبغة الدينية؟
والجواب هنا في شقين :
الشق الأول : هل كان الدين مانعا للتطور العلمي والتكنولوجي؟ بل هل حرم الدين ذلك؟ ، هل إن العرب مثلا كانوا على أعتاب المريخ ثم جاءهم الدين وارجعهم على ادبارهم القهقرى؟
الشق الثاني : وهل التطور العلمي جيدا مع هذا التسافل البشري الذي وصلوا اليه؟
دعونا نعود إلى مظاهرات العراق وعلى الرغم من الخروقات والأخطاء التي صاحبتها الا انها لم تؤدي إلى سرقة ممتلكات الناس وتدميرها وتخريب المدن والبنى التحتية ونقارنها بما حدث في سيدة العالم المادي.
وإذا اردت معرفة الطبيعة البشرية الأمريكية فتابع ما تعرضه هوليود من أفلام ومسلسلات عن آخر الزمان او انتشار الاوبئة او فناء البشرية وانظر كيف تكون الناس أسفل من الوحوش وكيف يقتل بعضها بعضا وياكل الناس لحوم البشر بما تعنيه الكلمة، ومن شاء أعطيناه أسماء الأفلام كي يتابعها ويرى بنفسه حقيقة تلك الشعوب ويقارن بالمثل والقيم الإنسانية النبيلة التي تمتلكها شعوبنا ذات الواعز الديني.
واخيرا فإن هذا النظام العالمي أهمل الجانب الروحي للانسان وصيره آلة لجمع الأموال والجنس والقتل والتنافس. واضاعوا فيه تلك القوة الخفية التي تمنعه من ارتكاب الجرائم التي تفوق كل نظم وبرامج وكاميرات العالم للسيطرة.
أرأيتم ما صنع أهل الافيون
فهم أفيون الشعوب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat