صفحة الكاتب : انعام حميد الحجية

من دفتر معلمة.. 
انعام حميد الحجية

هذه السنة الأولى التي أتعيّن فيها معلمة، بدأت أنمّي تجربتي كمعلمة، وخبرتي في سوح الرؤى الانسانية التي تعلمتها من مديرتنا الناشطة انسانياً، فهي طوعتنا للعمل الانساني، وأذقنا طعم العمل الخيري، وعرفت حينها كم هو سعيد من يعيش مع الناس بالرحمة والمجاملة الحسنة والعطف كقيمة تربوية.
 في حياتي كمعلمة، صرت أحمل معي دفتري لتسجيل كل حالة من الحالات التي تشعرني بالسعادة، أدوّن فيه زياراتنا لمستشفيات الأطفال، ونهتم بحالات الأطفال الخاصة كالأيتام، وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وكنا نتبرع لرعاية الكثير من الأمور التي أشعرتنا أن المادة ليست بذي قيمة لو تخلت عن المضمون الانساني، وكنا نشترك جميعنا في ثمن الهدايا، أمر محبّب الى نفسي، صرت أحب وظيفتي بسببها، وأعشق هذه الأعمال الانسانية التي هبت الكثير من معلمات المدارس الاخرى للاشتراك بمثل هذه الزيارات الانسانية الرائعة.
 يفرح الانسان كثيراً عندما يعرف أنه أصبح قدوة للآخرين، ولذلك كنت أنقل ما أكتب لطالباتي، فأراهن ينسجمن لهذا الفعل، وهذه الحالة السليمة، لغرس المحبة والعاطفة والعمل الانساني، كنت أحاور في مثل هذه الزيارات هؤلاء الاطفال بشكل يفرحني حين أفرحهم وأفرح قلوبهم، براءة الأطفال لا نجدها إلا عند الأطفال، ولهذا أسجل في دفتري كل كلمة يكتبونها لي أو كلمة أسمعها منهم، اليوم سأقرأ لكم ما سجلت في زيارتنا الأخيرة.
 أخبرتنا المديرة الست نجوى ابراهيم أن تكون زيارتنا لمستودع خيري وكان فيه مجموعة من الأطفال الأيتام، سجلنا الأسماء وجمعنا التبرعات، وذهبنا الى هذا المستودع وحدثت المفاجأة التي كنت لا أتوقعها تصدر من وعي طفل صغير رفض استلام الهدايا، وقال: الأيتام أولى مني بها، قلت له: وانت يا حبيبي..؟ نظر في وجهي مبتسماً وقال: أنا لست يتيماً..!
 فقلت له: إذن، ما الذي أتى بك الى هنا..؟ قال: هم هكذا يفعلون بنا دائماً، يعتبرون أن أبناء الشهداء أيتام، أبي حي يرزق، وهو لايزال في قلبي حي يرزق، ويتنفسني أبي وأتنفسه، أرجوكم لا تفجعونا في مشاعرنا نحن أولاد الأحياء، لم يبقَ أمامي إلا أن أقبّله وأقبّل فيه روح الشهادة، قلت له وسط دهشة الحضور: ما دمت رفضت هديتنا فاختر لنا هدية بحجم محبتنا، قال: ست، لنقرأ الفاتحة للشهداء، فهي الأجمل والأنقى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انعام حميد الحجية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/05



كتابة تعليق لموضوع : من دفتر معلمة.. 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net