على الهواء مباشرة..!
ميعاد كاظم اللاوندي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ميعاد كاظم اللاوندي

كان اجتماعها محض صدفة، فليس من المعتاد ان يضمهما مكان واحد، ولا زمان، فلكل منهما عالم مختلف، ففي لقاء نادر بثته قناة الحياة الفانية وأمام انظار الانسان ذلك المخلوق الغافل ذاك الذي يفني عمره وهو يعمل الزائل على حساب الابدي.
وعلى الهواء مباشرة، بادر القصر بنبرة المتعالين بسؤاله الى القبر، بدا وكأنه اعلن الحرب على عالم الاخرة بقوله: انت ايها القبر لطالما كان ذكرك مقروناً بالخوف والرهبة.
القبر:ـ هذا لأن ساكنيك استهوتهم الحياة الدنيا، فأبهرهم سحرك الخداع، وما سحرك هذا إلا كصرح من سراب يتلاشى لحظة اصطدامه بالموت، حيث على شفيري نهاية المطاف.
القصر محاولا تخطي صدمة الجواب، وكالطاووس مستعرضاً بهاءه وأبهته امام القبر، علّه بذلك يجبر الاخير على خلع درع المبارزة، حيث ايقن انه خصم لا يستهان بقدراته:ــ
انا ترجمان الحياة، وقليل هم من استطاع الافلات من قبضتي ففي باحتي يتسامر الخلان الى ساعة السحر..
القبر:ـ وفي لحدي مضاجعهم فأين المفر؟
القصر:ـ أنا متعة الغافلين.
القبر:ـ وأنا جنة العارفين.
القصر:ـ انا رفيقي الامل.
القبر:ـ انا رفيقي العمل.
القصر:ـ الضجيج والاضواء.
القبر:ـ انا السكون والظلماء.
القصر:ـ انا غنيمة الوريث.
القبر:ـ وانا من يبتلعه.
القصر:ـ وجوه قطّاني ناعمة نظرة.
القبر:ـ مرغمة أحيلها عظاماً نخرة.
القصر:ـ انا ملك السلاطين والتجار.
القبر:ـ لا ملك الا لله الواحد القهار.
القصر أدرك حينها ان لا محيص من سطوة القبر، فلا مناص من الاعتراف بالهزيمة وخلع درع المبارزة، فخنع خائبا مرددا:ـ الان حصحص الحق.. انا دار البوار.. انا لعب ولهو.. وان الاخرة هي دار القرار.. وما عند الله خير وابقى لو كنتم تعقلون.. أفيقوا ياراحلون لا امان مع الفاني.. لا خلود مع الزائل..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat