صفحة الكاتب : حنان الزيرجاوي

ماءٌ يبكي حرارة العطش قف.. لا تتعجب..!
حنان الزيرجاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  نعم، ماء ظمآن من شدة العطش، ذاك هو نهر الفرات الذي كان يتشوق لملاقاة شفاه المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام)، ليرتوي من تلك الشفاه الذابلة من حرارة الظمأ، كان قلبهُ الزاكي كصالية الغضا من شدة العَطَش، لكنه أبَى الارْتِواء منه، بعد أن ملأ كفيه، وفاءً وإخلاصًا لعطش أخيه أبي عبد الله (عليه السلام)، وعطش الصبيَّة والنسوة، فدفعتهُ عزة النفس، وسمُو الذات إلى رمي الماء من يدهِ، ومواساتهم في هذهِ المحنة الحازبة.

ودار هذا الحوار بين أبي الفضل العباس ونهر الفرات، كان الفرات يرجو من أبي الفضل أن يغترف منه غرفة؛ كي يتشرف أمام مياه الكون بأنه روى ظمأه والنساء والأطفال، قال الفرات:
 يا مولاي، هذا نهري وقد بلغ من الطول عتيا، هو عذب بارد، سأهبه بأسره لحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ارو عطشك يا مولاي.. وأملأ قربتك، وامضِ واروِ عطش النساء والأطفال..
رمى أبو الفضل الماء من يده، أبت نفسه الكريمة أن تذوق ماء الفرات قبل النساء والأطفال وقال:
وعدت ابنة أخي أن أجلب لها الماء وكذلك الأطفال والنساء، والذي نفسي بيده لن أذوق ماءك قبلهم..
حتى قضى نحبه قرب نهر الفرات عطشانا.. وفاءً لأخيه وحرم رسول الله...
 كأني بالفرات ينادي العباس: السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) السلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه وعلى روحك وبدنك، أشهد وأُشهِدُ الله أنك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرةِ أوليائه.
هكذا نادى الفرات عندما جثا عند ضريح ساقي عطاشى كربلاء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حنان الزيرجاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/12



كتابة تعليق لموضوع : ماءٌ يبكي حرارة العطش قف.. لا تتعجب..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net