لن ينتظر سياسيو البيت السني اكثر..
احمد الحلفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد الحلفي

بعد العراك (بالايدي) الذي شهدته جلسة البرلمان اليوم بين عدد من نواب السيادة الذين ارادوا مغادرة الجلسة وبين ابناء الكتلة الصدرية، فإن موقفهم (ساسة السنة) سيتغير عاجلا أم آجلا، فهم اهل مناصب وغنائم و وزارات، وللأمانة فإنهم ايضا يريدون رد الجميل لناخبيهم و تعمير مناطقهم واطلاق التعيينات المتوقفة اصلا في المناطق الشيعية ولا يعجبهم تشدد السيد الصدر بآراءه، كما يريد الاخ الحلبوسي ارتداء سترته التي نزعها في تشرين حينما وعد المتظاهرين بذلك (ههههه)، رغم انه قد ارتدى منصب رئاسة البرلمان (وطز بالوعود).
فالبيت السني قد أخذ حصته من الرئاسات الثلاث، وقد انقضى وقت طويل من الدورة الانتخابية المقررة بأربع سنوات، ولم يغنم تحالف السيادة الى الآن حصته من الوزارات، وكل هذا الوقت يعتبر خسارة بالنسبة لهم، هذا من باب.
ومن باب آخر، فإنهم والكرد غير مؤمنين بمشروع الاصلاح حتى يبقوا بانتظار السيد الصدر ومواقفه واصراره على عدم الحوار، كل ما هنالك أن السنة والكرد ارادوا تجربة حليف جديد كما قالها برازاني صراحة، وإلا فحصصهم التي اشترطوها على التيار اكبر بمرتين من التي كان يمنحها لهم المالكي، فأين الاصلاح بالموضوع؟!!
وخير دليل على ذلك توقيع الكتلة الصدرية على ارسال الاموال الى كردستان كشرط من شروط اعلان تحالف انقاذ وطن (يا سلام عالوطن) وها هم بدأوا شيئا فشيئا يسأمون التزمت الذي يبدو عليه تحالفهم الثلاثي وتأخر مغانمهم من الحكومة الجديدة، وها هو مشعان رغم حصوله على عضوية اللجنة المالية -وهو أمر مضحك ولا يتناسب مع الاصلاح- لتصريحه سابقا وبعظمة لسانه انه احد الفاسدين ومنتفع بالمليارات، ومع ذلك فها هو يغرد اليوم مغازلا الطرف الاخر (الاطار) ومحذرا حلفاءه الصدريين من استمرار الاصرار على اقصاء جزء كبير من ممثلي الشعب واجبارهم على ان يكونوا معارضة.
جلسة الاربعاء ليست جلسة السبت كما يراها البعض، والسنة على وشك اعلان موقف جديد، فالحلبوسي قصد الحنانة بعد الجلسة مباشرة، وهذه المرة لم يقصدها مبشرا بل منذرا، من ان الثلث المعطل سيبقى معطلا والوضع سيبقى هكذا، والتزمت بالرأي لن يفضي الى جديد و (استحقاقنا الانتخابي تأخر كثيرا وقد يزعج ذلك جمهورنا) كما سيقول الحلبوسي للسيد.
لهذا قد نرى في الايام القادمة السنة المنتشين بالحصول على رئاسة البرلمان اقرب الى الاطار، مع مغانم جديدة وشروط جديدة، وذلك في حال لم يعدل السيد عن اصراره هذا.
السنة لن يعلنوا انشقاقهم رسميا من التحالف الثلاثي، لكي لا يظهروا بمظهر الخائن اولا، ولكي لا يزعجوا الصدر -الذي وثق بهم- ثانيا، ولكن السيناريوهات المتوقعة لتغيير الموقف ستكون إما بخلاف شكلي وانشقاق جزء كبير من نوابهم ليلتحقوا بالاطار ويعطونه الاغلبية، وإما بالسعي الصادق والضغط على الصدر للحوار مع الاطار، وهذا ما بدأ فعلا اليوم والتغريدات واضحة جدا وخير دليل على ذلك..
هذا والاحتمالات في المشهد كثيرة لان العراق ولاّد بالمفاجآت والسلام.
الصورة أدناه للطائر المعروف شعبيا بأبو بگیع اللي ضيع المشيتين
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat