صفحة الكاتب : سمير داود حنوش

القضاء العراقي في مرمى السياسة
سمير داود حنوش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رويداً...رويداً بدأت مخالب السياسة وأذرعها بسحب القضاء إلى حلبتها أو مساحاتها، فبعد أن كانت هذه السلطة بعيداً عن متناول أيدي صُنّاع السياسة هاهي اليوم مرغمة في الدخول إلى حلبة السياسة.

القضاء الذي ظل بعيداً عن مناكفات السياسة وصراعاتها التي غطت خيمتها كل مساحات الحياة من تجارة وإقتصاد وصلت حتى إلى التعليم من خلال دخولها أبواب الجامعات والمدارس لكن بالرغم من كل هذه الإنهيارات التي خلفتّها السياسة في قطاعات الحياة كان العراقي يعيش بأمان مادامت سلطة القضاء بعيدة عن تلك المؤثرات والتأثيرات، لكن القضاء اليوم يقتحم السياسة مُرغماً بعالمها المتلاطم.

ربما يفسر البعض هذا الدخول إلى عالم السياسة جاء لفض إشتباك وعودة الإستقرار والهدوء إلى هذا العالم بعدما طغت عليه الفوضى والإرباك أو قد يكون حالة صحية أو مطلوبة تستوجبها مستلزمات المرحلة الراهنة، ولكن التخوّف والقلق يكمن بوجود من هو متمرد أو يظن أنه فوق القانون أو حتى من أرباب السلطة ليضرب قوانين هذا القضاء بعرض الحائط والخشية أن تتحول قرارات القضاء الصادرة إلى مجرد كلمات وجمل ليس منها إلا الحبر المكتوب على الورق عندما لايكون هناك أي تطبيق لها من قبل سلطة متمردة بحجة أنها قرارات تؤثر على السلم الأهلي والمجتمعي أو تُعرّض النظام السياسي في البلد إلى الخطر، وليس بجديد عمّن ضرب قوانين الدستور بعرض الحائط ليتمرد على القضاء وأحكامه، بل ربما يُستنتج أنه لن يكون هناك تسليم للسلطة بشكل سلمي وهو مايعتقده البعض إذ أن كل التوقعات ورؤى المشهد السياسي العراقي ومن جوانب مختلفة تؤكد أن سلمية تسليم السلطة ربما تكون بعيدة عمّن يُديرها في هذا الوقت وهو مايدق ناقوس الخطر من ضرورة إيجاد قوة ضاربة تفرض على السلطة ورموزها تنفيذ قرارات القضاء الذي بدأ يأخذ دوره الطبيعي في الريادة وإستحصال حقوق المواطن المسلوبة منذ سنوات وذات الأمر من المرجعية الدينية في ضرورة الإفتاء لنصرة قضية المواطن العراقي المنتهكة من قبل السلطة حيث غابت كلماتها عن المسامع منذ فترات طويلة.

الخوف والخشية أن تستغل السلطة صمت المرجعية والإستهزاء بقرارات السلطة القضائية في التمادي وإطالة أمد الفساد والإفساد وهو مايخشاه الشعب فعلاً.

دخول القضاء إلى فضاء السياسة قد يعني تحولاً جذرياً في منظومة المشهد السياسي العراقي إذا توفرت فيه أدوات التنفيذ وتطبيق القانون وبعكسه فإن البلد سينتهي إلى المجهول حيث لارجعة منه وذلك هو الإنهيار.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سمير داود حنوش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/15



كتابة تعليق لموضوع : القضاء العراقي في مرمى السياسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net