صفحة الكاتب : سمير داود حنوش

مطرقة البرلمان العراقي الضائعة بين الأغلبية
سمير داود حنوش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

بين لغة تفاؤلية وأخرى تشاؤمية يترنح الحديث عن حقيقة إختيار رئيس البرلمان العراقي البديل للحلبوسي الذي أنهت عضويته المحكمة الإتحادية رئيساً للبرلمان.

ومع سطوع لغة التفاهمات والمحاصصة التي بُنيت عليها أركان العملية السياسية في العراق، لازال نجم الحلبوسي مؤثراً في الساحة السياسية أو على الأقل هذا ما تُحدّثنا به لقاءاته التشاورية مع أغلب النُخب السياسية التي أطاحت به أو حاولت إنزاله من كرسي رئاسة البرلمان في السر والعلن وحتى تلك الزيارات لرجال القضاء الذين أصدروا قرارهم بإنهاء عضويته.

وبعيداً عن خواتيم الأمور يعترف أي مراقب للشأن العراقي أن نشاط الحلبوسي تحول من مُتهم إلى دور الوسيط بين الكتل السياسية المختلفة لإختيار بديل له في كرسي الرئاسة وبذلك إستطاعت ديناميكيته السياسية في إعلان نصراً واضحاً بمفاهيم السلطة والتي على ما يبدو أنها لم تتساقط بالتقادم أن تخترق تلك الحالة الرمادية التي تكتنف القوى السياسية حين كانت تتباين مواقفها بين رافض بالعلن وموافق بالسر والعكس، وكذلك ليتصاعد اليقين لدى الرأي العام أن من يقود السلطة اليوم جاهل بأبسط أبجديات السياسة.

هكذا هو العراق أزمات تتلوها أزمات وكأن الفاعل السياسي لايريد لهذا العقل أن يستريح، إذ كيف تُسوّل لهم السياسة عزل شريك أو فاعل سياسي لايقل تاثيراً عنهم في ذات الوقت الذي يستقبلونه بعد العزل بكل هذه الحفاوة والتكريم كإستقبال الزعماء.

صحيح أن العراق يسير بسياسة تأجيل الأزمات أو ترحيلها دون وجود خارطة طريق واضحة للهدف السياسي، لكن ذلك لا يعني التخبط والفوضى في العمل السياسي.

كما أخرجوه من كرسي رئاسة البرلمان بتهمة التزوير هاهم يستقبلونه في قلاعهم كزعيم منتصر، فأي سياسة بلهاء تلك التي تحكم هذا البلد، وإذا كانوا كذلك فلماذا أخرجوه من قُبّة البرلمان وصنعوا أزمة أخرى تُضاف إلى أزمات البلد.

ما تُخبرنا به دهاليز السياسة أن الصراع المحتدم وصل إلى مرحلة الإنسداد، نتيجة الخلافات المتصاعدة بين القوى السنية حول الأحقية في تمثيل الأغلبية السنية، ففي حين تصر أحزاب عزم والسيادة والحسم والجماهير ونواب مستقلون على أنهم يمثلون الأغلبية، يرفض حزب تقدم هذا الإدعاء ويهدف إلى إبقاء رئاسة المجلس من حصته عندما رشح النائب عن محافظة صلاح الدين شعلان الكريّم، في حين رشحت تلك الأحزاب النائب ورئيس مجلس النواب الأسبق محمود المشهداني إضافة إلى ترشيح رئيس تحالف السيادة الذي يتزعمه خميس الخنجر النائب عن محافظة الأنبار سالم العيساوي لتتصاعد بذلك حدّة التنافس والتنابز بالأحاديث والإتهامات المتبادلة التي زادت وطفت على السطح السياسي خصوصاً بعد إجتماع تلك القوى بمعزل عن حزب الحلبوسي.

نقطة الإفتراق وصلت إلى مداها حين أعلن تحالف "عزم، الحسم، السيادة" عن قرارهم النهائي الذي تم إبلاغ الإطار التنسيقي به عن ترشيح النائب سالم العيساوي لتضع البرلمان العراقي أمام مفترق في إختيار الرئيس الذي يستطيع الحصول على تفاهمات أكثر.

الظفر بمنصب رئيس البرلمان العراقي قد يتأخر إذا لم يأخذ الفاعل الخارجي دوره في تسريع المهمة، وفوز الكفة التي ستنال الرضا والقبول.

أقبح وجه للسياسة عندما تختلط المفاهيم ويمتزج اللون الأبيض بالأسود.

لازال جمهوره وأتباعه ينادونه "الرئيس" إذ لازالت الأنظار تتجه إلى إمكانية العودة إلى الكرسي أو على الأقل وضع الشخصية التي تكون الأقرب إليه في توجهاته السياسية.

إلى وقت قريب كان خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي في مركب واحد حين أعلنوا عن تحالف السيادة، لكنها المصالح والسياسة التي تُفرّق ولا تجمع حين تناثرت السيادة وتشظّت.

صناعة الأزمات هو الفن الوحيد الذي يُجيد هؤلاء صناعته والتفنن بأسلوبه.

على من سيرسو مزاد تمثيل الأغلبية السنية أو هكذا يدّعون، لا أحد يعلم بمجريات غرف السياسة المظلمة سوى إنتظار ما تجود به الأيام القادمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سمير داود حنوش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/03/11



كتابة تعليق لموضوع : مطرقة البرلمان العراقي الضائعة بين الأغلبية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net