الثورة بين ثنائية ( رفض الظلم & إعادة توزيع الثروة )
محمد عبد النبي التميمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد عبد النبي التميمي

ما قامت به روسيا و بعيداً عن توصيفه يمثل أولى مراحل العالم الجديد بملامحه و توازناته الا ان المهم في الامر ( أين نحن منه ) ، و بصدد ذلك ليس لي الا ان اردِّد :-
وَ ما فَتئَ الزَمانُ يَدُورُ حَتّى
مَضى بالمَجدِ قَومٌ آخَرُونا
وَ أصبَحَ لا يُرى في الرَكبِ قَومي
وَ قَد عاشُوا أئِمَّتَهُ سِنينا
وَ آلمَني وَ آلمَ كُلُّ حُرٍّ
سُؤالُ الدَهرِ : أينَ المُسلِمونا
لقد عرفنا الرجل المريض في مطلع القرن العشرين ، و قد عملت قوى اوروبا الصاعدة في نهايات القرن التاسع عشر على تقسيم تركة الرجل المريض و اذ عرفنا الرجل المريض في مطلع القرن العشرين بولادة الثورة البلشفية ، و بخروجهم من القسمة فقد تمت بين الاخرين الا انها لم تتخلَّ عما تم اقتطاعه من فارس في اذربايجان ذلك انها آمنت باعادة توزيع الثروة حلا لمشكلة الانسان على وجه المعمورة ..
تدور دورة الزمن لتنتصر ارادة الثورة ضد ظلم الانسان لاخيه الانسان و ايماناً بعدم قدرة الانسان على إحصاء نِعَمِ الله سبحانه فكان من تبعاتها ان اصبح الرجل المريض متمثلا باوربا في يومنا الحاضر ؛ لقد ذهبت مقولة فرانسس بيكون التي ذكرها في منتصف القرن الثامن عشر من ان أوربا تعيش عصر الشباب ادراج الرياح غاية الامر أننا نجد صعودا للدول التي تبنت الشريعة الانجلوسكسونية .. هل يتعلق الامر اليوم بالجغرافيا و فقط ام يتعداها ليشمل تاريخ الانسان و مستقبله ، و هل كانت نظريات نهاية التاريخ و صدام الحضارات في العقد الاخير من القرن الماضي من اجل تحييد ارادة الانسان بعد ان تم اختزالها في ارادة دول الاباطرة ( دول الفيتو ) و منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ليبقى الامر متعلقا بالجغرافيا و فقط كي نتساءَل و نقول :-
يا تُرى من سيرث التركة ؟
و من أعدّ نفسه ليكون أول الورثة ؟
و من سيبقى في مقاعد المتفرجين؟
اقول و بضرسٍ قاطع : لن تعود عقارب الساعة الى الوراء و ان الزمن لن يعود كسابقه ، و ان يطلق احدهم فكرةً تجمع ما تم تفريقه لا يعني امتلاكاً للحقيقة ، و قد يكون تفرق المجتمعين بعد الإيمان بالفكرة امتلاكا للحقيقة و بوجه اكبر ؛ و اذا كان ( العِلمُ مَقرونٌ بالعَمَل فمن عَلِمَ عَمِل و العِلمُ يَهتِفُ بالعَمَل فان أجابَ و الا ارتَحَل عنه ) منهجيةً لتوظيف ما نعلمه و نتعلمه تحصيلاً للامور و على حد قول الامام عليٍّ عليه السلام فانه سلام الله عليه و للتمييز بين الحق و الباطل يقول ( لو انّ الباطلَ خَلُصَ من مِزاجِ الحقِّ لم يُخَف على المرتادين ، و لو انّ الحقَّ خَلُصَ من لَبسِ الباطلِ انقَطَعَت عنه السُنِ المعاندين ، و لكن يؤخذ من هذا ضِغثٌ و من هذا ضِغثٌ فيُمزَجان ؛ هنالك يستولي الشيطان على اوليائه ، و ينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى ) ، فالمقدمات السليمة تنتج نتائج سليمة و الخاطئة تنتج نتائج خاطئة ؛ و اذ تمّ و يتم المزج بينهما في المقدمات تحصيلاً للاشياء فلن يكون الا ما يشاء الله سبحانه ..
( اللهم عجِّل لوليِّك الفرج )
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat