أسير الكربات
احمد علي الحلي النجفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الصعب أن يتحمّل الإنسان الأمانات العظمى فضلاً عن الدنيا، فلقد عرضت على الجبال فأبين حملها وأشفقن منها.
اليوم في ذكرى وفاة الإمام الكاظم عليه السلام، الذي أودع في مطامير الأرض، وقُيّد بحلق القيود، فبات أسير الظَلمة والدنيا الفانية، تشرّف جمع من العلماء والفضلاء والزوار بمحضر آية الله العظمى السيد السيستانيّ - دام ظلّه - وكان خطيب المجلس الشيخ عبد الله الدجيليّ، الذي يستنهض الدمعة بوجدانيات شعر الرثاء المحمّدي فيطلقها.
العين تربو وتتأمّل في شخص السيّد دام ظلّه فتجده - رغم قيود الأمانات التي قُيّد بها (الفتوى، والحقوق، ورعاية الرعية والحرص عليها، …) - جبلاً أشم، فتجول ثمّ في خواطرك فترى أثير العزّة والهيبة الإلهيّة يتصاعد عندك شيئا فشيئا، وترى مواطن الإقبال على الله تعالى حاضرة.
وينجرّ ذكر المصاب فيتحوّل ذاك الجبل الشامخ بهيبته من طأطأة الرأس والكفين التي على فخذيه، وهي جلسته المعروفة بمحضر جلاسه، إلى رجل يكفكف دمعه لمصاب راهب آل محمّد صلوات الله عليه.
تلك الدموع التي تراها منه يتخذها المرء قدوة له في مسيره اليومي، فأمامك ليس أيّ رجلٍ، بل أمامك مرجع طائفةٍ اختزل تراثها، وعلمها، وأدبها بشخصه الكريم، فأيّ أسوة لنا به.
إيه إيه سيدي يكفي دعاؤك في ختام المجلس للعراقيين، وللشهداء، والمصابين ولمن حضر، ويكفيك حمل عبء ماتحمله عنّا أجراً وإحسانا، فجزاك الله عنّا خيراً سيّدي، وجزى كلّ من يدور في رحى خدمتك سيدي.
فقد أثّرت رؤيتك فينا، فجدّدت الارتباط بالله تعالى وبنبيّه الكريم وبأوليائه المظلومين صلوات الله عليهم.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد علي الحلي النجفي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/04



كتابة تعليق لموضوع : أسير الكربات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net