صفحة الكاتب : سجاد حسن جواد

بين ربّ السماء ويقين أهل الأرض
سجاد حسن جواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في العاشر من محرم الحرام سنة (٦١) هجرية، جرت محاورة بين إله السموات والأرض، وبين يقين أهل الأرض الذي منحه الله تعالى التمكين، ومنّ عليه بالقدرة.

إله السماء: لابد من تضحية بالنفس والاخوة والصحب والبنين؛ كي تنضج حكمة الفداء ما تهبه قرابين مزكاة برحمة الخلود، وليستقيم دين جدك محمد الصلاة عليه وعلى آله.
يقين أهل الأرض:ـ أنا يا سيدي متيقن من صبري وصبر نسوتي وعيالي وأهل بيتي، نقدم لجلالك القرابين، وهذه عهدة عهدها لي جدي المختار ولا شيء يقلقني، وما يقلقني هو خذلان الناس لهذه المسيرة المعطاء من جدي وأبي وأخي الحسن (عليهم صلواتك) وها هم اليوم يحشدون الآلاف لقتلي، إذ هم لا يطيقون وجودنا، كيف سيطيقون الرسالة الإصلاحية التي احملها اليهم، بعدما استمرؤوا الظلم وعشقوه، وتركوا الوجدان يسرح في كيس ابن زياد. 
إله السماء: لا تقلق, فأنت ومسعاك حجتي، ونهضتك نهضة الامة في كل العصور ستتخلد هذه الوقفة لتستقيم بها الأكوان، ويعدل بها الوجدان الإنساني ليرفض الظلم، هي رسالة لها من يكملها بعدك، حتى لو بعد آلاف السنين. 
يقين اهل الأرض:ـ ليس لدينا سواك معنى، فباسمك نحيا وباسمك نموت ولا خير في بقاء دون طاعتك، نزكي بعبوديتك هذا الوجود، ونسمو حضورا لتحكم بعدنا الكلمة التي رسخنا بها ممالك اليقين، فلا خيار يا إلهي امام ما تريد لا خيار، وأشهد أنك انت الله لا اله غيرك، وأن جدي محمدًا عبدك ورسولك والأمين.
إله السماء:ـ الوقفة ستلهم كل المواقف آيات صبر وتسليم، كل شيء في هذه اللحظة قابل للتغيير، ارفع يد الرجاء وسترى بعينيك كيف يتغير المشهد وهذه الآلاف ستراها مجرد غبار.
 أطلق سهام دعائك لتموت التربة تحت اقدامهم، ويصبح هذا الجمع خورا، لكن يختلف الامر، فلن تجد في الكون ناصرا ونصيرا، ويستكين في هذا الوجود الظلم، ويستشري في العوالم الذل.
بعد أن أتم الله سبحانه كلامه، كأني بلسان حال الإمام الحسين (عليه السلام) أنه قال:
تركتُ الخلقَ طُرّاً في هواكا 
وأيتمتُ العيالَ لكي أراكا
فلو قطّعتَــني بالحـبّ إرباً 
لَـما مال الفؤادُ إلى سواكا
جاءت الموافقة من سيد الشهداء ليربح خيار التضحية وليحافظ على استقامة الدين من بعده، جاءت الموافقة التي عهد امير المؤمنين (عليه السلام) فيه وعهد النبي (ص) ليبتسم القرار الإلهي لهذه الصرخة التي سيبقى صداها يرفل بالعدل وصحوة الضمير.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سجاد حسن جواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/03



كتابة تعليق لموضوع : بين ربّ السماء ويقين أهل الأرض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net