صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

هل بقيت مريم في العراق بعد ولادة السيد المسيح؟
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هناك أدلة قوية من الكتب المقدسة وكذلك ادلة منطقية وتاريخية تؤيد أن السيدة مريم العذراء ولدت عيسى في العراق وبقيت فيه إلى حين بعثة عيسى فرجع هو وأمه إلى فلسطين لتبليغ رسالته، وكذلك هناك أدلة أخرى تؤيد ما نذهب إليه من أن مريم بعد ذهاب ابنها السيد المسيح عليهما السلام الى السماء غادرت فلسطين ورجعت إلى العراق، ثم انقطعت أخبارها.
فهناك عدة احتمالات.
الأول قوله تعالى : (واتت به قومها تحمله). (1) بما أن القرآن لم يُبين لنا مكان قومها الذين اتتهم به، نستطيع أن نقول أن المقصود بهم اليهود القريبين منها في بابل وما حولها في زمانها ــ وكانت بابل قريبة من كربلاء وهي تحت الحكم الفارسي ــ حيث أن بني إسرائيل من بقايا السبي كانوا منتشرين في بابل ـ العراق ـ وإيران ، فكان المكان قريب عليها لأن كربلاء كانت من ضواحي بابل فتوجهت اليهم، فتعجبوا من امرها بعد أن دخلت عليهم وحيدة من دون زوج او رفيق طريق وهي تحملُ طفلا، ثم عرّفت عن نفسها ، فعرفوها نظرا لقرابتها من نبي الله زكريا ــ فهو زوج خالتها ــ وكذلك يعرفوها نظرا لاعتكافها وخدمتها في البيت المقدس. فقالوا ما قالوا ابتداءا متهمين إياها بالزنا، ولكن كلام وليدها في المهد حسم المسألة وأثبت لهم طهارتها فعرفوا لها مكانتها ولوليدها وقاموا بحمايتها وإيوائها، بعد أن وردتهم أنباء ما فعله الوالي الروماني بمن ولد من الأطفال في هذه السنة.
استقرت في العراق وتعددت أماكن اقامة مريم وابنها وذلك بسبب الحماية التي فرضها قومها عليها، لدرء الخطر عنها وعن وليدها من جواسيس الدولة الرومية الذين امتثلوا لأوامر ملك الروم فقاموا بقتل كل طفل ولد في السنة التي ذكرها العرّافون، وبقى هؤلاء الجلاوزة يتتبعون اخبار المواليد في شتى أرجاء الامبراطورية وخارجها ، فالروايات تذكر ثلاث أماكن تنقلت فيها مريم ، وهي : الكوفة (ظاهر الحيرة) ، وكربلاء ، وبغداد (براثا).وكانت هذه الأماكن تعج ببيّع اليهود ودور عبادتهم، ولم يذكر لنا أي من المؤرخين أن مريم سكنت في بيت ، بل كانت تتعبد وتعيش في دور العبادة، بعد أن نذرتها أمها لخدمة الرب. (فقالت امرأة عمران رب أني نذرت لك ما في بطني). (2)
الثاني: انها بعد ولادتها لعيسى رجعت إلى فلسطين وكان ذلك يسيرا على الله خصوصا وان زمانها كان زمان معجزات كثيرة فالذي يجعل رضيعا يتكلم في المهد كلاما بليغا أليس بقادر على أن يُسهّل لها سبل الوصول؟ وقد سار ابنها على الماء وطار في الهواء وكان يطوف العالم في ساعات كما يخبرنا الانجيل نفسه. فمريم إنما خرجت من فلسطين بأمر الله تعالى وكان الوحي معها. ورجعت الى فلسطين وكان الوحي معها.( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا). وأنا بالنسبة لي لا أعتقد انها رجعت إلى فلسطين ، بل اتجهت إلى بابل وضواحيها مثل منطقة الكفل القديمة التي كان فيها انبياء يهود لا تزال معالم قبورهم ماثلة إلى هذا اليوم ولم يخرج الكثير من اليهود من بابل وضواحيها إلا في خمسينيات القرن الماضي في هجرتهم إلى فلسطين.
سبب بقائها في العراق في بابل يعود لأمرين .
الأمر الأول : حماية الدولة الفارسية لمريم وابنها لأن العراق وصولا للمنطقة الغربية كان يقع تحت الاحتلال الفارسي وكان الفرس يعلمون بحال المولود الجديد فتعهدوه بالرعاية والحماية كيدا منهم للدولة الرومانية التي كانوا في حرب معها ولذلك ارسل الملك الفارسي وفدا فيه كبار الكهنة المجوس لزيارته وتقديم الهدايا له : (ولما ولد يسوع .. في أيام هيرودس إذا مجوس من المشرق قائلين : أين هو المولود ملك اليهود؟وأتوا إلى البيت، ورأوا الصبي مع مريم أمه. فخروا وسجدوا له.ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا : ذهبا ولبانا ومرا).إنجيل متى 2 : 1ــ 11. ولذلك نرى القيصر قد ارتاع لهذا الخبر، لأن ولادة نبي في ارض أعدائه يعني استثمار الأعداء له لاثارة الفتن والقلاقل في مملكته يقول في إنجيل متى 2: 3. (فلما سمع هيرودس الملك اضطرب).سبب اكرام المجوس الفرس للسيد المسيح هو أنهم سمعوا بأنه سيكون الملك، ولذلك عندما وصل الوفد إلى العراق سأل المجوس كما يقول إنجيل متى 2: 2 . (قائلين: أين هو المولود ملك اليهود؟). وهذا يعني أن الفرس استخدموا ميلاد السيد المسيح ورقة سياسية ضد ملك الروم ، خصوصا وأن بني إسرائيل في فلسطين كانوا ميالين للثورة، ومن هنا نرى غضبه واصداره لأمر قتل كل الاطفال الذين ولدوا في هذه السنة داخل فلسطين وخارجها كما يخبرنا إنجيل متى 2: 16: (لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جدا. فأرسل وقتل جميع الصبيان ..من ابن سنتين فما دون، بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس).
الأمر الثاني وكما اسلفنا، هو أن قيصر الروم امر بذبح كل الاطفال الذين يولدون في هذه السنة كما نقرأ ذلك واضحا في الانجيل ( حينئذ غضب ـ هيرودوس ـ جدا. فأرسل وقتل جميع الصبيان من ابن سنتين فما دون). (3) أمام هذا المشهد المروّع والمجزرة الرهيبة ليس من المعقول أن ترجع مريم برضيعها البالغ من العمر ساعات قليلة فهي بذلك كانها تُقدمه ضحية لغضب الوالي الروماني.يضاف إلى ذلك هناك نقطة مهمة جدا، وهي أن الإنجيل بعد أن يذكر ولادة السيد المسيح لم يتطرق لذكر مريم وأبنها إلى أن بلغ عيسى ثلاث وثلاثين عاما.فلا يوجد أي ذكر لمريم وابنها لأكثر من ثلاثين عاما من الطفولة الى مرحلة الصبا ثم الشباب ثم الكهولة. فأين كانا طيلة هذه الفترة؟ ولماذا سكتوا عن ذلك. ولكن الإنجيل يذكر لنا حادثة تدلنا على أن عيسى لم يكن في فلسطين من الطفولة وحتى الكهولة وذلك عند دخول السيد المسيح إلى بيت لحم أول مرة قادما من المكان الذي كان فيه (العراق) فرح الناس فرحا عظيما وفرشوا له اغصان الزيتون في طريقه وبعضهم فرش ثيابه لكي تطأها بغلة او حمارة عيسى، فابتهاجهم بهذه الطريقة يدل على أنهم كانوا في شوق لرؤية عيسى ، وأنهم كانوا يسمعون أخباره من بعيد ، ولو كان بينهم طيلة هذه السنين لما حصلت هذه الحفاوة بهذه الصورة المبالغ فيها. فهي بمثابة فرح بمناسبة قدوم الغائب. فقد اتفقت ثلاث أناجيل على ذكر حادثة استقبال السيد المسيح من غيابه الطويل وهم : (متى ، مرقص ، لوقا). ثلاثتهم اتفقوا على وصف مقدار الفرح الذي ابداه الناس لقدوم عيسى : (والجمع فرشوا ثيابهم في الطريق. وآخرون قطعوا أغصانا من الشجر وفرشوها في الطريق.والجموع الذين تقدموا كانوا يصرخون : مبارك الآتي باسم الرب).(4) وهذا شبيه فرح بني إسرائيل بقدوم موسى من مديان بعد غياب سنين ، وفرح الناس بقدوم النبي من مكة إلى المدينة.
ودليل آخر على أن السيد المسيح لم يكن في فلسطين لفترة طويلة هو أنه عند دخوله لأول مرة طاف في اكثر المدن وفي كل مدينة يدخل يفرش الناس له ثيابهم ويقطعون الاغصان للترحيب به ، فقد دخل أورشليم أول مرة ثم بيت لحم ومدينة فاجي ، وبيت عنيا، جبل الزيتون وكل مدينة يدخلها تصرخ الجموع ويسبّحون بصوت عظيم.(5) فقد كانت اخبارمريم وابنها تصلهم من العراق سرا، ولذلك كانوا في شوق عظيم للقائه.
فلو بقيت مريم في فلسطين مع وليدها لما تجاهلهما من كتب الاناجيل طيلة ثلاث عقود اضافة إلى تجاهل متى و يوحنا و مرقص و لوقا. وكذلك من المتأخرين بطرس وبولص وغيرهم ممن قاموا بكتابة الاناجيل وأرخوا حياة السيد المسيح ولكنهم تجاهلوا ثلاث عقود من عمره. وكذلك بعد رحيل السيد المسيح إلى ربه اختفى ذكر مريم العذارء مجددا فلم يورد لها أحد خبرا، وكل ما زعموه من تبرير اختفائها هو أن الله رفعها بجسدها أيضا إلى السماء. يقول القمص تادرس : (أغلب الطوائف والكنائس المسيحية تقول أنّ السيدة مريم انتقلت إلى السماء بالروح والجسد (أي رفعها الله تعالى عنده مثل ولدها عيسى عليه السلام)، ولكنهم يختلفون في بعض التفاصيل مثل: الكنيسة الكاثوليكيّة تقول أنّ السيدة مريم عليها السلام انتقلت إلى السماء بروحها وجسدها في نفس الوقت.والكنيسة الأرثوذكسيّة تقول أنّ هذا الانتقال كان لروحها أولاً، وبعد وفاتها بفترة قصيرة انتقل جسدها إلى السماء.والغريب في أقوالهم أنهم يرفضون أن يكون عيسى قد رفعهُ الله إليه مباشرة جسدا وروحا. فيقولون أن الله سمح بصلب عيسى ومقتله بتلك الطريقة البشعة ثم بقاءه تحت الأرض ثلاث أيام ثم اقامه ورفعه. ولكن أمه يزعمون أن جيشا من الملائكة نزل ورفعها روحا وجسدا مباشرة إلى السماء حيث جلست على يمين الله.
ولكن بعض الطوائف المسيحية تنكر انتقال السيدة مريم، وتقول أنّ انتقال الروح والجسد للسماء كان فقط للنبي عيسى عليه السلام، ويقولون أن قبرها موجود في مدينة القدس في كنيسة الجسمانية، في داخل جبل الطور عند باب الأسباط. وسبب هذا الخلط هو أنها خرجت من فلسطين بعد رحيل أبنها، فبقى مكان مريم العذراء مجهولا لأكثر من عشرين عاما إلى أن أشار بطرس في رسالته الأولى إلى مكانها بقوله : (تُسلّم عليكم التي في بابل المختارة ومرقس ابني).(6) وعلى الأرجح انه ابهم اسمها خوفا عليها من الدولة الرومانية الوثنية التي بدأت تلاحق اتباع المسيح فتعدمهم قتلا أو في حلبات الصراع مع الاسود.
ودلنا على أن المقصود من كلام بطرس أنه يقصد مريم العذراء هو اختلاف المفسرين واضطرابهم في تفسير قول بطرس (تسلم عليكم المختارة). فالقمص تادرس يعقوب يقول : (أن بابل على الأرجح هي بابليون أي مصر القديمة). فالقمص هنا غير متأكد، ولكن مفسر آخر يُخالفه الرأي فيقول: (أن بابل هي زوجة القديس بطرس الرسول، وهي زوجة فاضلة مختارة من قبل الرب، كانت تعين الرسول وتجول معه ومعروفة لدى المؤمنين).(7)
نستطيع من خلال ما ذكرناه أعلاه لا بل لربما نُجزم بأن زوجة بطرس التي اطلق عليها اسم (المختارة). والمعروفة من قبل المؤمنين، هي مريم العذراء التي زعم بطرس أنها زوجته وأن ابنه منها هو مرقس وذلك لدفع الخطر عنها كما أسلفنا.
ونظرالهذا الاختفاء العجيب للسيدة مريم العذراء، ظهر عبر الزمان قبور عديدة يزعمون أنها للسيدة مريم. فلا أحد يعرف اين قبرها ، ولربما اخفاء قبرها كان متعمدا خوفا عليها من جلاوزة السلطة الرومانية ، كما فعل الإمام علي عليه السلام بقبر الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام عندما اخفى قبرها ، لا بل عمل عدة قبور وهمية، خوفا عليها من الظالمين. حتى قبره سلام الله عليه ولفترة طويلة لا أحد يعرف مكانه.(8)
ان روايات ولادة السيد المسيح في العراق قرب الفرات، قسم منها يشير الى كربلاء،وآخر الكوفة،واخرى براثا وكلها روايات متظافرة. فقد روى الشيخ الطوسي عن الامام زين العابدين عليه السلام انه قال في قوله تعالى: (فحملته فانتبذت به مكانا قصيا). قال: خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين عليه السلام.(9)
وروى السيد الراوندي في قصص الأنبياء عن عن يحيى بن عبد الله قال: (كنا بالحيرة فركبت مع أبي عبد الله عليه السلام فلما صرنا حيال قرية فوق الماصر قال: هي هي، حين قرب من الشط و صار على شفير الفرات، ثم نزل فصلى ركعتين، ثم قال: أتدري أين ولد عيسى عليه السلام؟ قلت: لا، قال: في هذا الموضع الذي أنا فيه جالس، ثم قال: أتدري أين كانت النخلة؟ قلت: لا، فمد يده خلفه فقال: في هذا المكان، ثم قال: أتدري ما القرار وما الماء المعين؟قلت: لا، قال: هذا هو الفرات). (10)
اما الاتجاه الثالث من الروايات فهو يسمي ارض براثا وهي موضع الجامع المعروف في بغداد بانها ارض عيسى وبيت مريم، كما جاء ذلك في رواية الشيخ الطوسي في اماليه بسنده للامام الباقر عليه السلام قال: (إن أمير المؤمنين عليه السلام لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء، فلما أتى يمنة السواد إذا هو براهب في صومعة له، فقال له الراهب: إني وجدت في الإنجيل نعتك وأنك تنزل أرض براثا بيت مريم وأرض عيسى عليه السلام، فأتى أمير المؤمنين عليه السلام موضعاً فلكزه برجله فانبجست عين خرارة، فقال: هذه عين مريم التي أنبعت لها، ثم قال: اكشفوا ههنا على سبعة عشر ذراعا، فكشف فإذا بصخرة بيضاء، فقال عليه السلام: على هذه وضعت مريم عيسى عليه السلام من عاتقها وصلت ههنا، ثم قال: أرض براثا هذه بيت مريم عليها السلام). (11)
وأما رواية أن عيسى ولد في الكوفة يقول الراوي : (رأيت أبا عبد الله عليه السلام يتخلل بساتين الكوفة،فانتهى إلى نخلة ، فتوضأ عندها ، ثم ركع وسجد،ثم استند إلى نخلة ودعا بدعوات ، ثم قال : يا أبا حفص، إنها والله النخلة التي ولد تحتها عيسى وهي التي قال الله عز وجل لمريم : (وهُزي إليك بجذع النخلة تُساقط عليك رُطبا جنيا).(112)
وختاما نقول : لو طُرح سؤال عن أسباب رجوع عيسى من العراق الى فلسطين في سن الثالثة والثلاثين للتبليغ برسالته، ولماذا لم يبدأ بتبليغ رسالته في العراق؟ والجواب هو : صحيح ان في العراق طائفة من بني إسرائيل بقوا في بابل وضواحيها ولم يرجعوا إلى فلسطين عندما ارجعهم كورش وبنى لهم الهيكل. ولكن الثقل الأكبر لبني إسرائيل كان في فلسطين وسوريا وهي حاضرة الدولة الرومانية ، حيث كان معبد اليهود الرئيسي هناك (هيكل سُليمان) وهي الأرض المقدسة بالنسبة لهم وبقربها تقع سيناء والبحر الأحمر الذي عبروه ــ طبعا هذه المزاعم لا يثبت بعضها تاريخيا وإنما أوردناها لأن التوراة والانجيل تذكران ذلك ــ يضاف إلى ذلك أن عيسى كان مبعوث لبني إسرائيل فقط وهذا ما اجمع عليه الإنجيل والقرآن، فقد كانت رسالته خاصة إلى بني إسرائيل جميعا، وفي اي مكان من الأرض حيث ارسل لهم مبعوثين ليُبلّغوا رسالته.
قال عيسى (ع) : ( لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة). (13) حتى أنه امر تلاميذه بعدم تبليغ رسالته إلا لبني إسرائيل خاصة : (اذهبوا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة). (14) والقرآن الكريم يؤكد ذلك فيقول عن عيسى : (ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم). (15) ثم بعد أن انتشرت دعوته في فلسطين وسوريا ولبنان ــ كما يقول الإنجيل ــ ارسل مبعوثين من قبله لتبليغ رسالته في بقية الاماكن التي يتواجد بها بني إسرائيل. (ثم دعا تلاميذه الاثني عشر هؤلاء أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا: اذهبوا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. وبعد ذلك عين الرب سبعين آخرين أيضا، وأرسلهم اثنين اثنين).(16)
المصادر :
1- سورة مريم آية : 27. وقوله تعالى (وأتت به قومها تحمله). فلم يقل (واتت به الى بني اسرائيل تحمله). لأن القوم في قواميس اللغة تعني: (الجماعة من الناس. وليس كل الناس. وهم الاقرباء الذين يجتمعون مع الشخص في جد واحد أو سُلالةٍ واحدة). وقومها هم الجزء المتبقي في بابل . ولكن عندما بُعث عيسى لهم كافة تبدل الخطاب فقال تعالى (ورسولا إلى بني إسرائيل). اي كلهم أينما كانوا.ومثال ذلك قوله تعالى (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه). اي منطقته ومثله كذلك خطاب موسى (وإذ قال موسى لقومه). اي الموجودين قربه.
2- آل عمران آية : 36.بينما القرآن يضع مريم في اشرف المواضع دور عبادته ، يقوم الانجيل بسلب هذا الشرف منها ، فيزعم أن مريم عاشت في بيت يوسف النجار.بينما يقول القرآن (كلما دخل عليها زكريا المحراب). والمحراب لا يكون إلا في دور العبادة.
3- إنجيل متى 2: 16.
4- إنجيل متى 21: 8. إنجيل مرقس 11: 8.إنجيل لوقا 19: 36.
5- إنجيل لوقا 19: 37. ففي إنجيل يوحنا 12: 13. يقول في استقباله في أورشليم : (فأخذوا سعوف النخل وخرجوا للقائه، وكانوا يصرخون مبارك الآتي ملك إسرائيل).
6- رسالة بطرس الرسول الأولى 5: 13.
7- شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي، سلسلة من تفسير وتأملات الآباء الأولين. ولكن دائرة المعارف الفرنسية التي يشرف عليها الكاثوليك تنسف كل هذه الآراء وتعتبرها خرافة فتقول : (إن دعوى تتلمذ مرقس لبطرس لم تكن سوى خرافة بُنيت على سقطات بعض الكتّاب). تفسير رسالة بطرس الأولى، العلاقات الرعوية.
8- لغط عجيب دار حول مكان دفن مريم فهناك من يقول بأن قبر مريم في تركيا في مدينة أفسس، حيث اخذها يوحنّا.كما ذكر إريناوس وإيسوبيوس القيصري، حيث كتبوا رسالة مؤرخة عام 431، إلى مجلس أفسس: (مدينة أفسس، حيث عاش يوحنا الإنجيلي والعذراء مريم ودُفنا).البعض الآخر يقول أنها بعد صلب ابنها عاشت في شرق تركمانستان.ومنهم من يقول أنها ماتت ودفنت في الهند أوكشمير في بلدة هارفان، فيقول : لويس جاكوليوت الذي ألف كتاباً عام 1869، بعنوان الإنجيل في الهند، وكذلك نيكولاس نيتوفيتش الذي وضع وثيقةعام 1887 دولينغ الذي كتب في عام 1908 أن المسيح ذهب إلى الهند والتيبت وفارس، وأشور، واليونان ومصر... ونيكولاس رودريتش الذي زعم في عام 1925 أن المسيح ذهب إلى الهند برفقة تجّار وكانت امه ترافقه في أسفاره. والمورمون يقولون أن المسيح سافر إلى أمريكا وهذا مذكور في الفصل 11 ـ 12 من كتاب المورمون.وكذلك تذكر بعض المراجع ان قبرها في بورما او التيبت او روما. وكذلك تعتقد الطائفة الأحمدية أن مريم العذراء دفنت في بلدة تدعى موري في باكستان. ومنهم من يقول أن قبرها في أربيل ، وآخرون زعموا أن قبرها في دمشق. ولكن الثابت أن قبرها في العراق ، لأنه القبر الوحيد الذي تم كشفه والعثور على احجار رخامية قديمة عليها كتابات آرامية .فقد ورد في تقرير المؤسسة العامة للآثار والتراث العراقي بعد مباشرتها في التنقيب بتاريخ 2/5 / 1984 ما يلي : (يقع مرقد مريم العذراء في جانب الكرخ ببغداد).والكرخ يعج بالكنائس القديمة وهي قريبة من جامع براثا الذي كان ديرا نصرانيا ويحوي مقبرة، ويقع في جانب الكرخ من بغداد.
9- تهذيب الأحكام ٦: ٧٣ ح١٣٩).
10- قصص الأنبياء: ٢٦٤ ح ٣٣٣.
11- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٤ – الصفحة: ٢١١.
12- بحار الأنوار ج 14 ص 208.
13- إنجيل متى 15 : 24.
14- إنجيل متى 10 : 6.
15- آل عمران آية 49.
16- إنجيل متى 10: 5. إنجيل لوقا 10: 1.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/12/28



كتابة تعليق لموضوع : هل بقيت مريم في العراق بعد ولادة السيد المسيح؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net