صفحة الكاتب : حسين الحلي

لماذا كلّ هذا الدفاع عن المرجعية أو الحوزة أو العمامة؟!
حسين الحلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أدرك جيّدا - وأنا أكتب هذه السّطور - أنّ هناك فئات من النّاس يستهويها الضرب على وتر استهداف هذه الرموز الثلاثة بمناسبة أو من دون مناسبة، فهي شغل مَن لا شغل له، خصوصا وقت احتدام الأزمات، حيث تجد لها متنفّسا يُنعش فيها منقصة التشفّي من خصومها بأن تضعك والخصوم في سلّة واحدة، ثمّ تنهش بلحمك وحدك.

 ولن يكون الكلام موجّها لهذه الفئة، فهي هي ولو صفّيت لها الشهد عن العسل، ستظلّ في نظرها كما أنت.. رهين رحمة لسانها وقسوة قلمها.

ولكنّ الدفاع عن هذه الرموز يهدف بعد كونه بيانا للحقيقة إلى الربط على قلوب الضعفاء من أيتام آل محمّد (عليهم السلام) في تمييز الأمور والوقوف على الحقيقة لئلا يقعوا في شراك شياطين الإنس والجنّ.. فإن العدو عرف مكامن القوّة لهذه الطائفة، والتي قد تجتمع في كلمة واحدة (الثقة الكبيرة) بين الجماهير وبين المرجعيّة الدينيّة، فكانت الحرب تستهدف هذه الركيزة الأساسيّة في مسيرتها... فمن ابتداع مرجعيّات مشبوهة لا تدري ألف العلم من بائه إلى بثّ شخصيّات تعتمر العمامة تستفزّ الذوق العامّ بصنائعها، إلى الخبط والخلط على الجماهير والتعميم غير المبرّر.

فقد عايشنا طلبة العلم في أروقة النجف الأشرف ولامسنا أخلاقهم، وتعرّفنا على الضغط الجمعي الذي يذعن الجميع بالالتزام به، فلن تجد شرطيّا يقف في قارعة الطريق يكبّل مَن لبس العمامة مع البنطال ويرميه في السجن، ولكن ستعرف أنّك خرقت دستورا من دساتير هذه الحوزة الشريفة بمجرّد أن تقع عينك في عين غيرك.

ومن جاس خلال ديار النجف الأشرف يعرف ما أقول، ولمَن لا دراية كافية له، فليراجع ما كتب عن مشاهد مؤثرة وقصص مذهلة عن تعاملات العلماء وأخلاقهم.

وكم لاحظت أمورا تحلّق عاليا في سماء التقوى والورع تجعلني أخجل من أن يقال لي " طالب " فأساوي مَن تتباهى به الملائكة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الحلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/07



كتابة تعليق لموضوع : لماذا كلّ هذا الدفاع عن المرجعية أو الحوزة أو العمامة؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net