المصلحة الأمريكية في الانسحاب من افغانستان
د . مصطفى الناجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . مصطفى الناجي

السؤال المركزي في المشهد الحالي :لماذا انسحبت الولايات المتحدة من افغانستان ؟
كثيرة هي التحليلات التي حاولت فك شيفرة الانسحاب الأمريكي من افغانستان .
ورغم ان هذا الانسحاب لم يكن مفاجئ، فقد تم بناء على محادثات بين حركة طالبان والسلطات الأمريكية في الدوحة وميونخ مطلع العام الماضي 2020 . انتهى بإعلان وقف إطلاق النار بين الحكومة الأفغانية وطالبان من جهة ،وتسليم قاعدة باغرام الجوية للقوات الأفغانية(تسليمها لحركة طالبان لاحقا ) في تموز الماضي .ثم الانسحاب الكامل والمبكر من قبل القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي من افغانستان (حيث كان من المفترض أن يكون في بداية شهر ايلول المقبل ).
ما هي المصلحة الأمريكية؟
بكل تأكيد هناك مصلحة أمريكية ثمنا لهذا الانسحاب ،اذ سيقلل من التكاليف الباهضة لتواجد القوات الأمريكية في افغانستان ،وسيتم اعادة الانتشار في أماكن اخرى تعتمدها الولايات المتحدة اكثر تهديدا لمصالحها .
كل ذلك يبدو غير منطقي ،لان تلك الحسابات لا تخفى على احد ،وبلحاظ العشرون عاما قضتها القوات الأمريكية في افغانستان ،فان المنطق السياسي يدفعنا للبحث عن مصلحة أمريكية اكبر .
ربما سيتم ترتيب أفغانستان لاعدادها في القريب العاجل لامور اكثر اهمية . ولكن ما هي تلك الأمور الاكثر أهمية؟ ومن يمكن أن يلعب مثل هذا الدور الكبير ؟
هل بإمكان طالبان لعب دور أمريكي في المنطقة ؟
باعتقادي نعم والاتفاق الحالي يؤكد إمكانية ان تقوم طالبان بمثل هذا الدور.
اذن ما المصلحة الأمريكية في ان تسيطر طالبان على كامل الأرض الأفغانية بدون منازع ؟
من هي الدول والأنظمة المعادية للمصالح الأمريكية في الجوار الأفغاني؟
-باكستان
-طاجيكستان
-اوزبكستان
-تركمانستان
-ايران
الخريطة واضحة ولا تحتاج الا لتمكين حركة مختلفة مذهبيا وقوميا وسياسيا عن ايران ،ولديها تفاهمات ومصالح مع الولايات المتحدة.
والى ان يثبت العكس ،فانسحاب القوات الأمريكية لا يمكن أن يكون صحوة او شعورا بالذنب ،وان صراعها مع الثلاثي (روسيا، الصين ،ايران ) سيتم استثمار حركة طالبان لتحقيق المصلحة الأمريكية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat