صراع الإيمان والكفر الجزء الأول
صباح محسن كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صباح محسن كاظم

من البواكير الأولى للنشوء البشري كان هناك الصراع بين الخير والشر، بين التوحيد والشرك، بين الإيمان والكفر... هذا الصراع بين الأنبياء والمنافقين، وبين الأولياء وأعدائهم وعلى مدار حركة التأريخ؛ جاء بسبب طبيعة النفس البشرية، ونوازعها، وتطلعاتها، ومآربها بين المشروعية واللامشروعيّة، كما وصفها القرآن الكريم: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا). وبطبيعة الحال فأن كل الأنبياء والأولياء يدعون إلى الصلاح والإصلاح والهداية ونشر قيم الخير والبر والحق.
ثم إن الحاجة للهداية أمر لا يستنفد غرضها بوقت دون آخر، ولذا كان لطف المولى مستمراً لا انقطاع له عن طريق حضور حججه، فلا تخلو الأرض من حجة كأمان لأهل الأرض.
والإمام المهدي بن الإمام الحسن العسكري(عليهما السلام) هو آخر الأوصياء المعصومين في أمة الإسلام، ودوره في الرسالة كدور آبائه من حيث حماية الرسالة والأمة، ففائدته -إذن- تكمن في تحقيق الهداية، ولكن قد تحصل الهداية عن طريق الظهور للعيان وتولي زمام الأمر بنفسه، ومرة قد لا تسمح له الظروف لأدائها عن هذا الطريق، فيؤديها عن طريق الاستتار، الذي يمنح الإمام حركة من لون آخر ذات أبعاد متنوعة وبمساحة أوسع، وعليه فلا تنحصر فائدته في حال الحضور فحسب).
إن المنظومة القيميّة والأخلاقيّة والتربويّة تستدعي تلمس طريق الهداية، وقد أكدت الرسالات على أن السير الحتمي لطريق ذات الشوكة هو الإيمان بالمصلح القائم (عجل الله فرجه الشريف) من خلال التزوّد بالتقوى والورع؛ وبطبيعة الحال إصلاح الخطاب الإعلامي المحلي والإسلامي والأممي يقود إلى الدفع باتجاه الخير ونشر الإيمان، وتقويض الكفر والرذيلة.
وينعكس ايجابياً بالكمال الأخلاقي والاستعدادات لعصر الظهور، فالوسيلة الإعلامية تؤثر إيجاباً في صناعة الوعي والبنية العقلية الجمعية بالسير في طريق الهداية، وبالعكس تماماً يعمل الإعلام المؤدلج الدنيوي إلى انحراف الإنسان عن سلوكه السوي، ويؤثر سيكولوجياً باتجاه السلوك الجمعي.. فالمبثوثات الإعلامية بكل أصنافها إما تبني أو تهدم، فهي إما بوق صدئة لمدح الطغاة ورفع مكانتهم التي لا يستحقوها مقابل صفقة مالية بخسة، أو بالعكس هو عمل معرفي وفكري وبحثي وجمالي يتقصى الحقائق الإيمانية، والثقافية، والعلمية، والتربوية.. بدافع فتح المغاليق والشفرات الجمالية والمجاهل بالنصوص التي تعمل للبحث بماهية الوجود وصراعه، وأسرار الكون بصيغ تعبيرية تتسم بالدهشة والجمال، وتنفذ إلى الروح لتسمو بها وتتسامى بالإنسانية بكل أبعاد الحياة، حاثة المتلقي على طلب المعرفة بالمكتشفات العلمية والروحية والإيمانية التي تخدم مسيرة الإنسانية في التعليم، وبمجالات عديدة: كالطب، والهندسة، والتكنولوجيا..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat