أدعية أهل البيت -عليهم السلام- دراسة في تحليل الخطاب
صباح محسن كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صباح محسن كاظم

لاريب أن إقتفاء أثر أهل البيت -عليهم السلام- بالعبادات، والإبتهالات، والأدعية تحصين للإنسان المعاصر من الإنزلاق نحو الإنحراف ، فالإنقطاع بالتوحيد.. التذكير والتحذير .. والدعاء والصلاة.. والموعظة والإرشاد وكل مايحيط بالإنسان في قضاياه الدنيوية.. والآخروية يتكامل وفق ماورد بالتربية الروحيّة، والأخلاقيّة الإرشاديّة التي سنها آل البيت .عليهم السلام. لهداية الإنسانيّة وفق الإصول الشرعية لبناء الشخصية الإنسانيّة وفق أنساق الأخلاق والفضيلة، من خلال التبتل والإقتراب من خالق الوجود بالدعاء والمناجاة كوظيفة تذكير وتحذير من المعاصي التي تقود الإنسان للمعصية وبالتالي الهلاك . الإقرار والإذعان بالربوبية والإعتراف بفضل المنعم بالوقوف بالتصاغر لواهب النعم إيحاء بحاجة الإنسان بالسراء والضراء لرب السماوات والأرض.
في رسالة الدكتوراة عباس عبد السادة تناول بالتفصيل مفهوم الخطاب، وتحليله، وإتجاهاته، وآليات تحليل الخطاب، والفرق بين الإتساق والإنسجام .. وقد ركز على دعاء كميل - دعاء عرفة- دعاء ابي حمزة الثّماليّ - دعاء الإفتتاح . وقد أكد بمقدمة الكتاب على :
(( الدعاء يمثل نصّاً مهِمّاً ذا بنية لغويّة تحمل مضامين مفعمة بالدلالة ،ولاسيما إذا كان صادراً عن أفصح خلق الله ، وتراجمة قرآنه، ويحظى الدعاء في الشريعة الإسلامية بمكانة عالية إذ عدته بعض الأحاديث الشريفة سلاح المؤمن ،وحث القرآن الكريم على الدعاء ،وحبذه ....)).
إستطرد المؤلف في توضيح مهمة الخطاب بتفصيله في اللسانيات الغربية وإستعرض آراء مختلف المدارس في قضايا مهمة فعل التلفظ،المرسل والمرسل إليه،نية الطرف الأول التأثير بالطرف الثاني . النص المكتوب والخطاب المنطوق ..وفي آلية تحليل الخطاب يؤكد المؤلف الدكتور عباس عبد السادة :(( بغية تحقيق الأهداف المرجوة من تحليل الخطاب يسعى منظرو اللسانيات الحديثة إلى وضع آليات إجرائية لممارسة التحليل ، ويمكن تقسيم هذه الآليات على موضوعات: 1-معايير الخطاب 2-ترابط الخطاب 3- الإتساق 4- الإنسجام. وقد درس مفصلاً ذلك بآراء تشعبت ليغني الفصل بمباحث لغوية دقيقة لتفسير المراد من خلال البيانات، والتخطيط، والرسوم، والإشارات، والدلالات، لتقريب وجهة النظر وفق طروحات النظريات اللغوية بتفكيك أنساق الخطاب . ليستمر بالفصل الثاني بقوانين تحليل الخطاب حيث يؤكد :(( ثمة قوانين تحكم التجربة التحليلية يتنكبها الباحث المحلل، ويوظف أدواتها في الكشف عن مدلولات الخطاب المحلل، والغوص في أنساقه المضمرة لاستخراج المضامين المسكوت عنها، واكتشاف الطبيعة التواصلية للخطاب المحلل، ومعايشة تجربة منتجة، وكيف يمكن أن يستفيد منها المتلقي الثاني ....))..لعلّ التنظير ،والتقعيد، والتأسيس لمفاهيم التأدب وفق الأنساق التربوية يعد الإرتقاء للتهذيب والتكامل الروحيّ ، وقد بين د.عبد السادة بفصل "قانون التأدب " مستلاً عدة تعاريف ل ( غريسمان ) (غوفمان) (كوفمان) (براون) (لفينسون) وعدة نقاد ..حيث يقول : (( وفي دعاء الإمام الحسين -عليه السلام- يوم عرفة :" الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع ، ولا لعطائه مانع ، ولا كصنعه صنع صانع، وهو الجواد الواسع ، فطر أجناس البدائع ، وأتقن بحكمته الصنائع ، لايخفى عليه الطلائع ، ولاتضيع عنده الودائع أتى بالكتاب الجامع وبنور الإسلام الساطع ..... وهو مديح للذات الإلهية بما لها من خصائص انعدمت في غيره . )).
بفصول ومباحث وفروع وآراء عمل المؤلف بتفكيك فلسفة الدعاء ،
بمراجعة أدعية الإمام علي ،والحسين ،والسجاد وأئمة الهدى ..نجد التبتل ،الإنقطاع، التوسل، الخشوع،البكاء، الإستغفار، الخضوع ،الإنكسار، الرجاء ، التهجد آناء الليل وأطراف النهار .بكل مناسبة سواء بلهوات الحرب أو بإسترخاء الإبتهال بالسلام لذكر نعم الله وأداء الثناء لواهب العطاء .. ليختم كتابه ب٣٧ وظيفة للدعاء إستخلصها بفصوله الشيقة التي درس أبعاد الدعاء والنتائج العامة من كل المعطيات اللغوية في رحلة البحث الممتعة مع الأدعية المباركة في مرآة تحليل الخطاب ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat