الشاب العربي والألعاب الإلكترونية
علي الهاشمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي الهاشمي

لكل عمل يبادر الإنسان لفعله ثمن، وإن اختلف نوعاً ما، وهنالك محاولات عديدة لجذب وإغفال الشاب العربي بصوره عامة، وإبعاده عن دوره الحقيقي والريادي في خدمة وطنه، وما تتبعه من متغيرات يكون له كلمة الفصل فيها التطور التكنولوجي، كان إلى حدٍّ ما بين السلب والإيجاب، ولا شك لا تخلو أي وسيلة من الجانب السلبي، ولكن بكل تأكيد لها مزايا تفوق سلبيتها، وما نلاحظه الآن من انتشار واسع وغير مسبوق، في تعلق الشاب العربي بالألعاب الإلكترونية التي أخذت منه أكثر مما تعطيه، وأصبح مشوشاً بها، ويعطي لها أكثر وقته لأسباب غير مقنعة ومخجلة أحياناً.. فالكثير من الشباب أراهم غافلين عما يدور حولهم، ومنشغلين بأمور من المخجل أن تكون محط اهتمامهم، فما هو السبب وراء توجه الشباب إلى قضايا غير مهمة تدعوهم إلى إهدار الوقت، وتحطيم قدراتهم على الإبداع.
لاشك بأن ظاهرة هروب الشباب من الواقع الحقيقي إلى واقع الإنترنت والألعاب الإلكترونية المختلفة هو لعدم وجود هدف في حياة الكثير من الشباب, وقلة الأماكن التي توظف وتستثمر طاقاتهم وإبداعاتهم بشكل إيجابي، فيلجأ الكثير من الشباب إلى المواقع والألعاب الإلكترونية التي هي البديل الوحيد لديهم. وأن عدم وجود أهداف في حياة الشباب التي هي أهم فئة موجودة في المجتمع، سيؤثر بشكل سلبي على المجتمع ككل، بظهور ظاهرات جديدة، مثل ظاهرة الانحراف بشكل عام، سواء كان (مخدرات، سرقة، فساد...).
وإن زيادة اهتمام الشباب بالألعاب الإلكترونية التي أصبحت شغلهم الشاغل إلى نجاح الغرب في تحويل اهتمامات الشباب من القضايا المهمة والتوجه إلى الألعاب الإلكترونية، ومتابعة المباريات الرياضية التي أصبحت أكثر إثارة لدى الشباب.
هل سيدرك الشاب أهمية هذا الوقت المضيع ليستثمره بالشكل النافع: كالقراءة، والمطالعة، واستثمار أجهزة الحاسوب لإثرائه علمياً وروحياً؟ وهل سيكون في الأفق القريب التفاتة من قبل المعنيين بأمور الشباب لتوجيههم والاستفادة من قدراتهم وشهاداتهم التي فنوا عمرهم لكي يحصلوا عليها، وتكون هناك عملية تنموية حقيقية وجادة تهتم بتطوير قدرات الشباب، وترفع من كفاءتهم واستثمار طاقتهم بالشكل المناسب، أم ستكون الألعاب الإلكترونية هي الملجأ الوحيد الذي يلجَؤون إليه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat