يَومها بُت صامِتة وتَلوتُ بأرجاء المَدينة بأنَ قَلبي تَعلق بكَ يا أبي حُسين ..
مُذ ذاكَ اليوم المَليئ بالسواد نَاديتُ بابا خُذني إليكَ، خُذني كي أَمسح جُروحك ، خُذني لأكون دمعةً تَرويك تحت شَمس العِراق ..
حينَما تَقطع جَسدك إرباً إرباً نادت السَماء بصوتً خَافِق "ياحُسين"
بَينما سَقطت دَمعة حامِلة عُناقها الأخير ..
بابا حُسين،
لَيتني رُمح لَقطعت نَفسي وحَملتك بينَ أضلعي رغم ذلك قَلبي يُريد رؤية وَجهكَ..
لَيتني ظُلاً أهبكَ إياهُ كَي لاتحرق الشَمس نَحرك الجَريح ولا تُمزق جَسدكَ ،وأنبتُ فوقَ الرِمال زَهرةً تَرتسم جِراحك الذي داستهُ الخُيولِ.
لَيت أدمعي أمطرت حُباً تحتَ جِناحكَ وأُغطي خَديكَ مِن أثر النارِ المُلتهب فوقَ الجَفافِ المُرصع.
غَدوت بِلا أجنحة أُرتل كَلمات الوَداع مِثل الوَداع الأخير الذي وَدعتهُ لزَينَب أمام خَيمة الدَقائِق المَعدودة ! نَعم دَقائق وسَتكون النار مُشتعلة ..
لَيتني لو حَملتكَ فوقَ رأسي زاحِفاً كَي لا تَكونَ الخُيول قَد داستكَ وسُمعت زَينب تكسّر الأضلعِ ، فَ تأتيكَ وتَرى ماتَرى ..
بابا حُسين،
كُل ماجَرى قَد هَد كاحِلي بالخشوع مَرمياً ،
بكُل الشُهورِ أقف بينَ السماء وأقولُ ليتَ كُل التي مَرت بكربلاء أصبحتُ فيها أشتعلُ فِداءً،
وأبُسطُ ذِراعي وأكُفكف الَرمضاء بشيء يَحملكَ مِن هذه الرِمال الحارِقة ،وأفرشُ تحتَ قَدميكَ فِراشٌ تملئهُ أدمعي، فَقط أريد عِناقكَ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat