(العلويات ) ح 43 ( انا وأبي وعاشوراء )
افياء الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
افياء الحسيني

حين كنت طفلة كان أبي رحمه الله يحدثني عن عاشوراء، عاشوراء يا ابنتي هو شهر العطش ، قيدوا الفرات فعطشوا الحسين عليه السلام ومن معه ، فعطش الكون ، عطش الاطفال والنساء وعطشنا معهم ، عندما يأتي عاشوراء كل عام ترحل قلوبنا الى العطش الحسيني لترتوي ، قال هم قتلوا الحسين ارادوا ان يمحوا ذكره فثبته الله في كل قلب لذلك تجدين في كل قلب حسين ، في كل عاشوراء يحرقون الخيام ونهيء لهم خياما جديدة للسنة القادمة ، ونهيء لهم شمرا جديدا ليحرق الخيام من جديد ، قلت له :ـ بابا لماذا يشعلون الخيام؟ قال :ـ لأنها خيام الحسين تخاف منها القصور وتخاف منها العروش والطواغيت ، قلت اسأله وكنت الح بالاسئلة :ـ بابا ماذا لو لم يقتلوا حسينا هذا العام، الا ياتي عاشوراء ؟قال لي ان عاشوراء أكبر من الزمان ، ربما يمر عاشوراء بلا عام بلا سنة ، :ـ هل يعقل يا بابا ان يكون اليوم اكبر من سنة ؟ ومن يومها ادركت ان عاشوراء بلا زمان وبلا مكان محدد ، وأدركت حينها أن ابي هو عاشوراء ، قلت له في أيامه الاخيرة :ـ بابا الشباب ينادون نريد وطن ، ابتسم لي وقال الحمد لله نحن عندنا الحسين ، كانت في زماننا يقول ابي السماء تمطر عاشوراء لتغسل القلوب فينمو عاشوراء جديد ويكبر بنبض كل شهيد ، وفي وصيته الاخيرة قال لي :ـ اذا غاب عاشوراء يوما كوني انت ، فكنت عاشورائية ان غاب عاشوراء او حضر لأني احمل في القلب حسين ، عاشوراء على الابواب رحمك الله يا أبي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat