حين كنت طفلة كان أبي رحمه الله يحدثني عن عاشوراء، عاشوراء يا ابنتي هو شهر العطش ، قيدوا الفرات فعطشوا الحسين عليه السلام ومن معه ، فعطش الكون ، عطش الاطفال والنساء وعطشنا معهم ، عندما يأتي عاشوراء كل عام ترحل قلوبنا الى العطش الحسيني لترتوي ، قال هم قتلوا الحسين ارادوا ان يمحوا ذكره فثبته الله في كل قلب لذلك تجدين في كل قلب حسين ، في كل عاشوراء يحرقون الخيام ونهيء لهم خياما جديدة للسنة القادمة ، ونهيء لهم شمرا جديدا ليحرق الخيام من جديد ، قلت له :ـ بابا لماذا يشعلون الخيام؟ قال :ـ لأنها خيام الحسين تخاف منها القصور وتخاف منها العروش والطواغيت ، قلت اسأله وكنت الح بالاسئلة :ـ بابا ماذا لو لم يقتلوا حسينا هذا العام، الا ياتي عاشوراء ؟قال لي ان عاشوراء أكبر من الزمان ، ربما يمر عاشوراء بلا عام بلا سنة ، :ـ هل يعقل يا بابا ان يكون اليوم اكبر من سنة ؟ ومن يومها ادركت ان عاشوراء بلا زمان وبلا مكان محدد ، وأدركت حينها أن ابي هو عاشوراء ، قلت له في أيامه الاخيرة :ـ بابا الشباب ينادون نريد وطن ، ابتسم لي وقال الحمد لله نحن عندنا الحسين ، كانت في زماننا يقول ابي السماء تمطر عاشوراء لتغسل القلوب فينمو عاشوراء جديد ويكبر بنبض كل شهيد ، وفي وصيته الاخيرة قال لي :ـ اذا غاب عاشوراء يوما كوني انت ، فكنت عاشورائية ان غاب عاشوراء او حضر لأني احمل في القلب حسين ، عاشوراء على الابواب رحمك الله يا أبي
|