فلسفة الصلاة في خطبة الزهراء عليها السلام الجزء الثاني
عبد المحسن مزهر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد المحسن مزهر

عن جابر بن عبد الله الأنصاري(رض) قال: قال رسول الله(ص): (مثلُ الصلوات الخمس كمثل نهرٍ غمرٍ جارٍ على باب أحدكم، يغتسلُ منه كلّ يومٍ خمس مرات) (رواه مسلم)(1).
وعن بريدة عن النبي(ص) قال: (العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاة, فمن تركها فقد كفر) (رواه الترمذي).
وروى الشيخ الصدوق عن والده بسنده عن عبد الله بن سنان وعن واصل بن سليمان عن أبي عبد الله(ع) قال: قال رسول الله(ص): (ما من صلاة يحضر وقتها إلا نادى ملك بين يدي الناس: أيها الناسُ قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فأطفئوها بصلاتكم).
وعن جميل عن أبي عبد الله(ع) قال: للمصلي ثلاث خصال، إذا قام في صلاته يتناثر عليه البرّ من أعنان السماء إلى مفرق رأسه، وتحفّ بهِ الملائكة من قدميه إلى أعنان السماء، وملك ينادي: أيها المصلي لو تعلم من تناجي ما انفتلت)(2).
ولعظيم خطر الصلاة، وردت روايات جعلت تارك الصلاة ككافر أو مشرك -في بعض مراتبهما- كما مر, وبلغت الحد الأقصى من الاهتمام بشأنها، حتى أن المستخفّ بها لا ينال شفاعة أهل البيت(صلوات الله عليهم) فكيف بتاركها, فعن أبي بصير قال: دخلت على أمِّ حميدة أعزّيها بأبي عبد الله(ع) فبكت وبكيت لبكائها ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله عند الموت لرأيت عجباً, فتح عينيه ثم قال: اجمعوا لي من بيني وبينه قرابة, قالت: فلم نترك أحداً إلا جمعناه, قال: فنظر إليهم ثم قال: (إن شفاعتنا لا تنالُ مستخفاً بالصلاة). وبذلك يفسر معنى قولهم: (إن الصلاة أول دعوة الأنبياء، وآخر وصية الأوصياء).
هذا نزرٌ يسير، والخوض في بحث فضل الصلاة وأثرها الروحي على النفس والمجتمع، ودورها الفاعل في التخفيف عن كاهل العبد -نفسياً-: (واستعينوا بالصبر والصلاة) البقرة:45. وغير ذلك يحتاج إلى مجلدات ضخمة، ولذا ألف علماؤنا الأعلام كُتباً مختصة في الصلاة, ويُقام في الجمهورية الإسلامية في إيران مؤتمر سنوي حول الصلاة, وكل ذلك لا تستكثره -عزيزي القارئ- بحق الصلاة؛ لأنها إحدى الدعائم المهمة التي بُني عليها الدين الإسلامي الحنيف, إن قبلت قبل سواها، وإن رُدَّت رُدَّ ما سواها.
المصادر:
(1) رياض الصالحين ص329.
(2) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال/ ص30-31.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat