صفحة الكاتب : رضا الخفاجي

المسرح الحسيني مسرح الحياة الجزء الأول
رضا الخفاجي

لما كانت المدارس المسرحية، تُؤسّس انطلاقاً من اختلاف في الرؤى، فإن كل مدرسة تنهل من منهلها، وكل منهل له ينابيعه ومرجعياته ورموزه الذين يُقتدى بهم؛ فالحياة قامت واستمرت على أساس الصراع، ولكن هناك نوعان من الصراع: صراع حضاري هدفه قيادة المجتمعات نحو الازدهار الحقيقي، والرفاهية، والسعادة، يقوده ويدعو إليه العلماء والمفكرون، وكافة المبدعين في مجالات الحياة المختلفة.
وهناك صراع سلبي، تقوده وتؤجِّج نيرانه النظم الديكتاتورية، ذات الطابع المتخلف، والتي تسيطر على مقدرات الشعوب بقوة السلاح، ويكون شعارها الوحيد البقاء للأقوى كما هي شريعة الغاب!.. لذلك تجد هذه الأنظمة تعتمد على زمر ومجاميع من المنحطين فكرياً وأخلاقياً الذين لا يؤمنون بقوانين العدالة الاجتماعية، ولا يؤمنون بأي شكل من أشكال التقدم الحضاري، فهم يفضلون حياة الفوضى واللانظام؛ لأن أي مجتمع عندما يستقر، فانه يتجه نحو المزيد من الثبات على القيم الحضارية ذات الطابع الإنساني؛ لكي يشعر الجميع بآدميتهم ورقيهم.
إن ما يعنينا في هذا البحث هو الصراع الحضاري الايجابي الذي يسمّيه البعض الحوار الحضاري، أو التلاقح الحضاري؛ ولأن الفن المسرحي الأصيل يهدف إلى الوصول بالإنسان إلى أعلى مراتب الرقي والازدهار والسعادة الحقيقية، فقد وفقنا الباري (جلّت قدرتُه) الى الدعوة لتأسيس مسرح حسيني حضاري خلاق، حيث توغلنا في هذا العالم الرحب المبارك الى مسافات ومناطق بكر، لم تُكتشف من قبل، ومازلنا نتوغل لنكتشف المزيد من الباهر والمدهش والخلاق، فهذا هو طموحنا المشروع، إلا أننا كلما توغلنا بعيداً، نجد أنفسنا وكأننا في بداية الطريق؛ فالينابيع الحسينية المحمدية، ينابيع لا نهائية، غزارة عطائها لا تتوقف عند مكان أو زمان محدد... وهذا هو سرّ عظمتها وخلودها!
ورغم أننا كتبنا في المجالين النظري والتطبيقي في المسرح الحسيني، ونشرنا مجموعة من مسرحياتنا الشعرية ضمن سلسلة المسرح الحسيني، وقدمت أعمالنا على مسارح المحافظة وخارج المحافظة ابتداء من عام(1998م) والى الوقت الحاضر، وقمنا بتأسيس وحدة المسرح الحسيني في العتبة الحسينية المقدسة، وأصدرنا مجلة فصلية أسميناها مجلة المسرح الحسيني، حيث ساهم فيها عدد من الباحثين الأكاديميين وغير الأكاديميين من المتخصصين في الشأن المسرحي.
وقامت العتبة العباسية المقدسة بعقد مؤتمرين ومهرجانين للمسرح الحسيني، وقامت العتبة العباسية المقدسة أيضاً بإقامة مسابقة للنص المسرحي الحسيني، حيث قدم في المسابقة الأولى أكثر من ثلاثين نصاً مسرحياً حسينياً... ورغم كل هذا الانجازات الكبيرة والحقائق الساطعة، إلا أن الأسئلة ما زالت تُثار من قبل بعض الناس حول: ما هو المسرح الحسيني؟ ولماذا المسرح الحسيني؟ وهل يوجد مسرح حسيني؟
لذلك سنضطر للإجابة عن هذه الأسئلة تباعاً في الأعداد القادمة، وأن نكرر ما قلناه في كتابنا (نظرية المسرح الحسيني) الذي أصدره قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، إضافة إلى إصداره لمجموعة من مسرحياتنا المنتمية إلى المسرح الحسيني.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رضا الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/06



كتابة تعليق لموضوع : المسرح الحسيني مسرح الحياة الجزء الأول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net