في رحاب الفكر الحسيني ( 14)
رضا الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رضا الخفاجي

ما تشهده العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية من نهضة شاملة في جميع مجالات الحياة.. لم يقتصر تأثيرها الإيجابي على محافظة كربلاء بشكل خاص وباقي محافظات وطننا العزيز.. بل امتد هذا التغيير الجذري باشعاعه المحمدي الحسيني الأصيل الى كافة الشعوب العربية والاسلامية وغير الاسلامية.
ففي الوقت الذي يئن فيه شعبنا من تركات النظام الديكتاتوري المقبور، حيث الذي أوصل البلاد الى مرحلة الصفر، تاركاً العراق حطاماً وأنقاضاً، وفي الوقت الذي يتصاعد التآمر الى ذروته حتى يصل الى حد التآمر الخطير، وقلب نظام الحكم، في محاولة خطيرة لارجاع البعث المشبوه الى الحكم، والتحكم بثروات العراق العظيمة.
وفي الوقت الذي يستشري فيه الفساد الاداري والمالي والأخلاقي، ويصل الى مرحلة بالغة الخطورة، كل ذلك من أجل أن يظل العراق سائراً في عجلة التبعية للاستكبار العالمي، يعطينا المخلصون الصابرون المجاهدون في سبيل الله، الناذرون أنفسهم من أجل السير على نهج محمد وآل محمد(ص)؛ النهج الأصيل الذي رفع شأن العرب كافة حية أصيلة، ساهمت مساهمة في فعّالة في رفد الحضارة العالمية، مثالاً رائعاً وساطعاً وحقيقياً في التضحية والإيثار والوفاء لهذا الشعب المجاهد، الذي استنزفته الحروب غير المقدسة التي أشعلت خدمة للصهيونية العالمية وربيبتها اسرائيل الغاصبة، من خلال انجازاتهم الباهرة المادية والمعنوية، منطلقين من مبادئ الاسلام المحمدي الحسيني الأصيل الذي يدعو الى نشر السعادة والازدهار والتقدم الحقيقي بين كافة فئات المجتمع دون تفريق او تمييز؛ لأن المخلصين في العتبتين المقدستين يقتدون بالمرجعية العليا الرشيدة التي تنهل من ينابيع أهل البيت النبوي الأطهار(ع) الذين ضحوا بكل ما يملكون من أجل البقاء على بيضة الإسلام، والسير قدماً نحو الكرامة والسعادة الحقيقية.
لذلك لابد لكافة المسؤولية وفي مقدمهم حكومتنا الوطنية أن تقتدي بالتجربة النموذجية الرائدة الخلاقة التي خططت لها، ونفذتها إرادة المخلصين المجاهدين في العتبتين المقدستين، وتتخذ منها ورقة عمل جاد ومخلص للنهوض بالمجتمع وقيادته، للوصول به الى حالة الطمأنينة والازدهار الحقيقي، بحيث يلمس ذلك كل ابناء الشعب.
إن ما قامت به العتبتان المقدستان من انجاز شامل وكبير ومؤثر في حياة المجتمع الكربلائي، ما هو إلا (أول الغيث)؛ لأن المشاريع القادمة ستكون أكبر وأعظم وأكثر تأثيراً على حياة الناس.
كل ذلك نهض بفضل التطبيق الصحيح للشرعية المحمدية الاصيلة التي نادت بها الرسالة السمحاء، والتي حملها أئمة أهل البيت(ع) بكل جدارة واقتدار.. لذلك على الجميع أن ينظر الى اخلاص المجاهدين الحسينيين في العتبتين المقدستين، وان يفتخر بأن الباري(جلت قدرته) قد أكرمنا بمثل هؤلاء المجاهدين الأوفياء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat