حذار من أفلام الكارتون
عبد المحسن الباوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد المحسن الباوي

قال تعالى: (وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُّبِينٌ)، لقد تكررت هذه الآية المباركة بذات اللفظ في ثلاثة مواطن من القرآن الكريم في سورة البقرة في الآيتين: (168 – 208)، وفي سورة الأنعام الآية: 142، وفي هذا تحذير صريح بكلام عربي فصيح من خطوات وحبائل الشيطان الرجيم، وفي التعبير بـ(خطوات) من الروعة ما يذهل العقول، ويدهش الألباب.
قال الخليل: (خُطُوات الشيطان: آثارُه وطرُقه)، ولا يخفى أن للشيطان جنوداً من الإنس والجن، فمن الجن ما لا يعنينا بيان أمره، أما من الإنس فأجلى مصاديقه قوى الاستكبار العالمي التي ما انفكت توجه سهام كيدها للإطاحة بالشعوب المسلمة بشتى الطرق والوسائل، ومن أبرز أولوياتها تحطيم وتفكيك الأسرة المسلمة، وإفراغها من رصيدها الديني والأخلاقي، ومن تلكم السهام التي يوجهونها لجيلنا الصاعد أطفالنا وشبابنا (أفلام الكارتون).
نعم أيها الإخوة.. قد يستهين الكثير منا بهذا الشأن، ويتركون أطفالهم دون رقابة، وهم يتصفحون قنوات أفلام الكارتون على الفضائيات وهم مطمئنون؛ لأنهم يتصورون أنها مجرد (أفلام كارتون..!!!).
ولكن أيها الإخوة فليتابع أيُّ منا محتوى قصص أفلام الكارتون هذه، وليعرف مدى الخطر والتهديد الذي تشكله على أخلاقيات وسلوكيات أطفالنا، وقد لا أكون مبالغاً أنها لا تقل خطورة عن بعض القنوات الساقطة الموجهة لتحطيم المنظومة الأخلاقية والدينية التي تحكم أسرنا، فهي تغرس في نفوسهم حبّ العنف، والنزعة العدوانية، والتفسخ الأخلاقي، من خلال مشاهد رومانسية تجسِّدها حيوانات فهي (خُطُوات الشيطان)، ونحن نغفل عن خطورتها، ولا نعيرها أهمية، وفيها من الإيحاءات غير الأخلاقية ما فيها..!!
كل هذا ونحن غافلون، وربما نجد من يقف بوجهنا حين نبادر بمنع هكذا أمور في بيوتنا، نجده يقول: (سوف تعقدون الأطفال بهذه الأساليب)، ونحن بدورنا نقول لهم: هلّا علمتم الأطفال كيف يقظون أوقات الفراغ فيما ينفعهم دنيا وآخرة؟ هلّا خصصتم من وقتكم ولو الجزء اليسير لتمرينهم على أداء الصلاة وسائر العبادات؟
ثم من قال بأننا حين نحذر من خطورة (أفلام الكارتون) نعمِّم على وجه الإطلاق، فهناك من البرامج الكارتونية مما لا بأس به، ولا ضير من متابعته.
ومن جهة أخرى، ألا ترون أن في إثارة هكذا أمور مهمة لنا ولأسرنا، تدفعنا إلى التحفيز على إنتاج أفلام كارتون إسلامية تربوية هادفة، لتنشئة جيل مستقيم سائر على درب محمد وآل محمد(ص)، كما لمسنا مدى تشوق أطفالنا وانجذابهم لبعض المسلسلات الكارتونية التي تناولت سيرة أئمة الهدى، وخاصة وقعة الطف الخالدة.
نعم، فهذه دعوة صادقة لمتابعة هذه الأمور؛ لأنها من الخطورة بمكان، حتى لا يحدث ما لا يُحمد عقباه (ولات ساعة مندم).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat