لازلنا نتذكر الهجمة الشرسة لـ(هدَّام) وحزبه وأعوانه على الشعب العراقي في سبعينيات القرن الماضي، وما تلتها من سنين قاسيات عجاف، أذاق بها الشعب العراقي المرارة والألم والحرمان والتهجير بمزاجياته الهدامية الخائبة، الحاقدة، الفاشلة، بحروب كان وقودها خيرة الشباب من شعبنا الأبي، لذا لم يسلم بيت من شهيد أو سجين أو مفقود أو مهجَّر.
كانت ادعات (هدَّام) ونظامه في تهجير خيرة عوائل الشعب العراقي بأنهم غير عراقيين بالأصل، أو الشك في مولاتهم للنظام، هذا هو ادعاؤه الحاقد، والله يشهد أن من هجّرهم هم بناة العراق قديماً وحديثاً، وعلى أكتافهم نشأ هذا الوطن، وحفظت حدوده، وحقوقه، وحضارته..
إن كلَّ المهجّرين العراقيين الذين انتشروا في كلِّ بقاع المعمورة، كانوا من خيرة الأبناء المؤمنين المسالمين الشرفاء، وقد تأثرت المجتمعات العالمية: كالأوربية، والاسكندينافية، وسائر المجتمعات بعلم ومعرفة وإيمان وطيبة العراقيين المهجَّرين، وأخذت تحاكيهم بتقاليدهم الدينية والمجتمعية، وأخذت تستنير بأفكارهم الدينية الإسلامية الحسينية السمحة، وعرف المواطن الأوربي من خلال المهجّرين العراقيين حقيقة ثورة الإمام الحسين(ع)، وفكر آل البيت(ع) النيّر الهادي لمكارم الأخلاق، وإنسانية الدين، وشفافية العلاقة بين المسلم وأخيه المسلم من جهة، وبين المسلم والآخرين من الأديان السماوية الأُخَر، فانتشرت المساجد، والحسينيات، والمحافل الدينية التوعوية، كذلك الطقوس العاشورائية، والتي بشهادة الكثير أن الأوربيين اعترفوا أن منهج آل البيت(ع) هو الأصح فكراً وممارسة، فكانت المشاركة للمستبصرين والمتعاطفين مع العراقيين والمسلمين الحسينيين من أنحاء العالم، ظاهرة ومظاهرة جلبت الانتباه، فالحسين(ع) وثورته لكل العالم، باعتراف جهابذة الثائرين في العالم، أمثال المهاتما غاندي عظيم الهند، والكثير من المفكرين من علماء وكتاب وباحثين في كل أقطار الدنيا، أن نهج الحسين(ع) هو السائد عالمياً.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat