غِوايةُ إِبليسَ
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

وردني هذا السؤالُ من أَخٍ قرآنيِّ موقرٍ:
((السلام عليكم أبا أحمد الموقر لوتفضلتم بالإجابة حول معنى (الغواية )التي وردت في القرآن الكريم مرة الشيطان يخاطب ربه بماأغويتني ومرة الشيطان هويغوي ... قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْـمُسْتَقِيمَ من سورة الأعراف- آية (16).. قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ من سورة الحجر- آية (39)...مع التقدير)).
عليكمُ السلامُ ورحمةُ اللٰهِ وبركاتُه.
نحن نؤمنُ بأَنَّ وجودَنا ما كان لولا أَمرُ اللٰهِ سبحانَه ، وأَننا لا شيءَ لولا إِرادتُه سبحانَه التي منحنا بها إِرادةً مختصَّةً لنا.
إِذًا ؛ لا فِعلَ نقومُ به من خيرٍ ، أَو شرٍّ إِلَّا وهو بإِرادتِنا نحن نوجِّهُ بها باختيارِنا ما نُريدُ. وهي إِرادةٌ ما كانت لولا اللٰهُ سبحانَه.
فالغِوايةُ (وهي الضلالُ ، ومجانبةُ الحقِّ) التي جاء بها إِبليسُ ؛ ليُضِلَّ بها عبادَ اللٰهِ إِنما هي بإِرادتِه هو. وهو لم يكن ليكونَ لولا اللٰهُ سبحانَه أَوجده وأَراده ومكَّنه يختارُ ؛ فاختار الشرَّ على الخير.
ومعنى (بما أَغويتني) - وهو يُخاطِبُ اللٰهَّ سبحانَه - بما أَردتَه أَنتَ بمشيئتِكَ من أَمرِ السجودِ ، وما أَردتُه أَنا من الضَّلالِ ، ومجانبةِ الحقِّ ، وعدمِ الطاعةِ ، وعِصيانِ أَمرِكَ ؛ فنتيجةَ ضَلالي ، وعدمِ طاعتي أَمرَكَ غَوَيتُ أَنا وضَلَلْتُ ؛ فأُغوَيتُ عبادَكَ وأَضللتُهم. واللٰهُ أَعلمُ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat