العناية من طرف الوالدين قد تكون من أسباب كثرة نشاطه، بحيث أن كل سبب يشغل الوالدين عن الاهتمام به (من مشاكل مادية ومعنوية) يؤثر على نفسيته، وبالتالي على سلوكه، وبالأحرى إذا ظهر له أخ جديد يمثل شريكه في العطف والحنان، فإنه يلجأ إلى إثارة والدية بكثرة نشاطه لاسترجاع الاهتمام به والتساؤلات حوله، وهي وسيلة لا شعورية طبيعية ينبغي للوالدين أن يتعاملا معها ببساطة وعناية فائقة في نفس الوقت.
إن بعض حالات النقص لدى الأطفال، سواء كانت مادية أو معنوية، تجعله يلجأ إلى إثارة الاهتمام بنشاطه لتفادي الانتباه إلى النقص الحاصل عنده.
العلاج:
إن كثرة النشاط غالباً ما تكون نتيجة طاقة زائدة، لذا يجب توجيهها من طرف الآباء والمدرسين أو المنشطين عن طريق صرفها فيما يعود على الطفل بالنفع ويريحه، فلا يجب علاج كثرة النشاط بالعنف أو القمع، بل يستحسن توجيهه التوجيه الإيجابي لتفريغ طاقته بالنصائح والمرافقة، وإعطائه فرصة للرياضة والرسم... فهذه قنوات لتفريغ هذه الطاقة الزائدة، هذا فيما يخص الوالدين والمربين.
وعندما يعرض الطفل على الطبيب، فإن أول ما يتطرق إليه هو العلاقة بين الطفل ومحيطه الأسري، والدراسي، وغالباً ما يتم علاج الطفل عن طريق حل المشاكل المطروحة للوالدين أو بينهما، كما يجب أن نفهم أن الطفل إذا مارس العنف عن طريق التقليد في الأسرة أو المدرسة، فإنه لا يدرك ولا يعي سلبيات ذلك، فحينما يخطئ الطفل بصراخ أو ضرب ويلمسه المسؤول كعنف، ولما يرد عليه هذا الأخير بعنف آخر فهو يطعم العنف.
علاقة التركيز الذهني بالتغذية:
لم توجد أي دراسة علمية تدل على أن هناك علاقة مباشرة بين التركيز الذهني ووجبة التغذية ونظام الهضم؛ لكن المتفق عليه هو أن التغذية السليمة تساعد الجسد على القيام بوظائفه المتعددة على أحسن وجه، ونعني بالتغذية السليمة جميع اللحوم والأسماك الطرية، الخضر والفواكه الطازجة، مع اجتناب جميع المواد المصنعة.
قلة التركيز الذهني من وجهة نظر تربوية، تكمن في أن مشكلة هؤلاء الأطفال الذين يتمتعون بهذا النشاط الزائد، هو أنهم لا يمتلكون القدرة على تنظيم هذا النشاط، وتوزيع طاقته بين التعلم واللعب، وتتأزم الوضعية أمامهم بطبيعة المناهج الدراسية التي حصرت جل أو معظم لحظات التعلم في القسم وأسواره والطاولات وطبيعتها، والقوانين النظامية وصرامتها، وعليه فإن هؤلاء محتاجون إلى الاستفادة من حصص اللعب وتوجيهها، وجعلها ذات جدوى وفائدة، كما أنهم محتاجون إلى تصريف هذه القوة النشاطية داخل قاعات للرياضة البدنية، وتمارين تمتص هذه الطاقة، حتى يتسنى لهم التمتع بلحظات الشبع والارتخاء الجسدي الذي يسمح للفكر بالتفكير والدماغ بتوظيف القوى الإنجازية.
ولابد من الإشارة إلى دور المربين في هذه الحالات، الذين يملكون كل الوسائل والإمكانيات للتعامل مع هؤلاء الأطفال بشكل أسلم، وذلك بمراعاة ما يلي:
1- عدم التركيز عليهم في تقديم الملاحظات واللوم.
2- تشجيعهم بشكل أكثر على أبسط المجهودات المبذولة.
3- الإشراف على أنشطتهم الحرة، وتوجيهها بالملاحظات البناءة.
إشراكهم في المسؤولية أثناء اتخاذ بعض القرارات التنظيمية، وتكليفهم بمهام تقتضي نوعاً من الضبط والتركيز.
4- اعتبار المسألة نمطاً سلوكياً طبيعياً، وعدم تضخيم مثل هذه الحالات في التجمعات أو اللقاءات التي يحضرها هؤلاء الأطفال.
وفي الأخير، لابد من التعامل مع هذه الحالات بشكل إيجابي، ومحاولة الدفع بهؤلاء الأطفال إلى آفاق الإبداع والعطاء في كل الجوانب الرياضية والفنية والتواصلية؛ لأن من شأن ذلك أن يولد لديهم قدرة عظيمة على الإبداع بنفس القدرة التي يتميزون بها في اللعب والحركة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat