صفحة الكاتب : الشيخ نهاد الفياض

عدلتَ فأمنتَ فنمتَ ! .
الشيخ نهاد الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسم الله الرحمن الرحيم
من الأقوال المشهورة عند المخالفين، هو قول الهرمزان الفارسي لعمر بن الخطَّاب حين كان حاكماً: « عَدلتَ فأمِنتَ فنِمتَ »، والحال أنه من الأكاذيب التي يُراد من ورائها تلميع صورته القاتمة، كما سوف يتَّضحُ إنْ شاء الله تعالى.

▪️قال الزمخشري ـ المتوفَّى عام 583 هج ـ في ربيع الأبرار، نقلاً عن الشعبي ـ المتوفَّى عام 104 هج ـ ما هذا نصُّه: « لما جيء بالهرمزان ملك خوزستان أسيراً إلى عمر، لم يزل الموكَّل به يقتفي أثر عمر، حتَّى عثر عليه بالمسجد نائماً متوسِّداً درَّته، فلما رآه الهرمزان قال: هذا والله المُلك الهني، عدلتَ فأمنتَ فنمتَ»(1).

▪️وللتعليق على هذا الأمر وبيان كذبه، نذكر ثلاثة أمور:

▪️الأمر الأوَّل: لقد أرسل الزمخشري هذا القول عن الشعبي الذي بينه وبين الزمخشري زمن كبير، ومن الواضح عند أهل العلم أنَّ المرسل لا حجية فيه بحسب الأصل الأوَّلي، نعم في بعض الصور يُمكن الاعتماد عليه، ولكنَّ مقامنا ليس منها، ولذلك فلا يُمكن الإلتزام بهذا القول، للفاصل الكبير كما قلنا.

▪️الأمر الثاني: لو تنازلنا عن الارسال وحكمنا بالاتصال جدلاً، فنقول: إنَّ قول الهرمزان الفارسي ليس حُجة ولا يُمكن الالتزام به، وذلك لعدم عصمته عن الخطأ، وبالتالي فكلامه هذا لا يُسمن ولا يُغني من جوع، كما هو واضح.

▪️الأمر الثالث: إنَّ الهرمزان هذا هو أحد الشخصيات المتَّهمة في مقتل عمر بن الخطَّاب، فإذا كان يعتقد فيه العدل ـ كما يقولون ـ فلماذا يقدم على قتله! إنَّ إقدام الهرمزان على قتل ابن الخطَّاب كاشفٌ عن كذب هذا المنقول عنه، كما أنَّ قتل عبيد الله بن عمر بن الخطَّاب للهرمزان بتهمة قتله لأبيه عمر  يُكذِّب هذا القول أيضاً، فتفطَّن.

▪️والنتيجة من كلِّ هذا: هي الحكم بكذبِ هذا القول المنسوب إلى الهرمزان الفارسي من قبل بعض المخالفين الذين يُحاولون تلميع الصورة السوداء لشخصيةِ منْ لُقِّب بأمير المؤمنين ورضي به، فتأمَّل.


 
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) ربيع الأبرار ج4 ص 13، مؤسسة الأعلمي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ نهاد الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/30



كتابة تعليق لموضوع : عدلتَ فأمنتَ فنمتَ ! .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net