الإمامُ الحسين (ع) يرثي أبا الفضل العباس (ع)
سعيد رشيد زميزم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سعيد رشيد زميزم

بعد استشهاد سيدنا العباس (ع) بدا التأثرُ والحزن على الإمام الحسين (ع)، كيف لا وقد فقد حامل لوائه والأخ المخلص والوفي له.. فنظر (ع) الى الأعداء المارقين الذين عملوا فعلتهم الجبانة هذه وهو واقف جنب الجسد الطاهر لسيدنا العباس (ع) فرثاه بهذه الأبيات.
تعديتم يا شرَّ قومٍ ببغيكم * وخالفتُهم دينَ النبي محمد
أما كان خير الرسل أوصاكم بنا * أما نحن من نجلِ النبيِّ المسدد
أما كانت الزهراءُ أمي دونكم * أما كان خير البرية أحمد
لعنتم وأخزيتم بما قد جنيتم * فسوف تلاقوا حرّ نار توقد
بعدها توجّه الإمامُ الحسين (ع) الى المخيم، فسألته السيدة زينب (ع) عن سيدنا العباس (ع) فأجابها بهذه الأبيات:
أخي نور عيني يا شقيقي * فلي قد كنتَ كالركنِ الوثيقِ
أيا ابن أبي نصحتَ أخاك حتى * سقاك اللهُ كأساً من رحيقِ
أيا قمراً منيراً كنت عوني * على كلِّ النوائبِ في المضيقِ
فبعدك لا تطيب لنا حياة * سنجمع في الغداةِ على الحقيقِ
إلى اللهِ شكوائي وصبري * وما ألقاهُ من ظماءٍ وضيقِ
عندما سمعت السيدة زينب (ع) بقول الإمام (ع) هذا بكت بكاء شديداً، ثم واست الإمام الحسين (ع) بهذه المصيبة الكبرى. عند رجوع الإمام الحسين (ع) الى خيمته، سألته ابنته السيدة سكينة (ع) عن عمها، فأبلغها باستشهاده، ثم رثى أخاه العباس (ع) بهذه الأبيات:
أحقُّ الناس أن يبكى عليه * فتى أبكى الحسينَ بكربلاء
أخوه وابن والده علي * أبو الفضل المضرّج بالدّماء
ومن واساه لا يثنيه خوف * وجادله على عطش بماء
هذا بعض مما يُنسب للإمام الحسين (ع) في رثائه لسيدنا العباس (ع) الذي ضحّى بكل شيء من أجل إعلاء كلمة الباري (عزّ وجل) ونصرة أخيه الإمام الحسين (ع)، ففاز بذلك بالدنيا والآخرة.
المصادر:
1- البحار ج45 ص41.
2- أسرار الشهادة ص337.
3- الأسرار الحسينية في المقامات الكونية ص431.
4- العوالم ج17 ص283.
5- الدمعة الساكبة ج4 ص324.
6- ناسخ التواريخ ج2 ص247.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat