أبو الفضل العباس عليه السلام بطل معركة صفين
سعيد رشيد زميزم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سعيد رشيد زميزم

الحديث عن صولات وجولات سيدنا العباس (عليه السلام) في هذه المعركة المهمة يحتاج الى بحث طويل جداً، إلا أننا نمر عليها كما يقول المثل مر الكرام، لغرض إعطاء القارئ الكريم لمحة موجزة عن تلك المواقف البطولية التي أبداها سيدنا العباس (عليه السلام) في معركة صفين، وهو لم يكمل العقد الثاني من عمره الشريف.
تذكر العديد من الكتب التي تناولت سيرة سيدنا العباس (عليه السلام) الجهادية، هذه الوقفة الجريئة التي يمكننا أن نطلق فيها على سيدنا العباس (عليه السلام) بـ(بطل معركة صفين)، بسبب ضخامة هذه القضية التي تتلخص بما يأتي.
يقول الخوارزمي عن هذه الصولة الجهادية:-
إن معاوية بن أبي سفيان عندما منع جيش الإمام علي(عليه السلام) من الوصول الى مياه الفرات، بعد أن سيطرت عليها قواته، فخرج من جيش الإمام(عليه السلام) شاب وضع قناعاً على وجهه، وكانت تبدو عليه الهيبة، وتظهر عليه الشجاعة؛ تقدم هذا الشاب بخطوات ثابتة نحو جيش معاوية، ثم ارتقى مرتفعاً من الأرض، وصاح بأعلى صوته يتحدى أشجع الشجعان من جيش معاوية لكي يبارزه، ولما سمع معاوية نداء هذا الشاب، التفت الى أحد أعوانه وكان يُدعى بـ(أبي الشعثاء) وقال له: إنك أبرع فارس في الشام، فتقدمْ واقتلْ هذا الرجل، ليكون في قتله عبرة للآخرين، فقال(أبو الشعثاء) لمعاوية: كلا، إن أهل الشام يقدرونني بألف فارس، وهو لايستحق أن أنازله، سأبعث إليه بأحد أولادي.. عندها نادى (أبو الشعشاء) أحد أولاده، وأمره بأن يتقدم نحو الشاب الملثم لقتله.
تبارز الاثنان، ولم تمضِ إلا لحظات، حتى قُتل ابنُ أبي الشعثاء، ثم أمر أبو الشعثاء ابنه الثاني بالتوجه لقتل هذا الشاب، فكان مصيرُه كمصير أخيه.. واستمر (أبو الشعثاء) يدفع بأبنائه الواحد تلو الآخر الى أن قُتلوا جميعاً، وكان عددُهم سبعة أولاد، بعدها توجه (أبو الشعثاء) نحو هذا الشاب الذي كان كالطود الشامخ, وما إن نزل أبو الشعثاء الى ساحة المعركة حتى سقط مضرجاً بدمائه، بعد أن انقضّ عليه هذا الفارس الشهم، لم تتعب هذه المنازلة الطويلة هذا الشاب المقتدر، فسرعان ما وقف وهو يصيح بأعلى صوته: هل من مبارز؟
فلم يخرجْ إليه أحد؛ بعدها عاد سيدنا العباس (عليه السلام) الى صفوف جيشه، وما أن عاد حتى استدعاه الإمام علي(عليه السلام) الذي كان لايدري من هذا المقاتل الباسل، فأزال القناعَ عن وجهه، فاذا به سيدنا العباس(عليه السلام)، فقبّل جبينه، وضمّه الى صدره.
تلك صورة مشرّفة من شجاعة سيدنا العباس(عليه السلام)، وهو لم يكمل العقد الثاني من عمره الشريف، وبهذا أصبح وبحق بطل معركة صفين بكل جدارة..
المصادر:-
1- مناقب الخوارزمي- ص17
2- عظماء الإسلام- ص111
3- العباس جهاد وتضحية – ص45-46
4- الكفيل – ص 18
5- الكبريت الأحمر – ج3 – ص24
6- العباس – للمقرم – ص241
7- قبس من كرامات العباس (ع)– ص15
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat