قتلة أبي الفضل العباس (ع) ينالون العقوبة على عجل
سعيد رشيد زميزم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سعيد رشيد زميزم

تذكر كتبُ التأريخ، أن المجرمين الذين ساهموا في قتل سيدنا العباس (ع)، نالوا جزاءهم بعد مضي فترة وجيزة على عملهم المشين؛ يذكر المدائني: أن رجلاً موثوقاً، ذكر له أنه شاهد رجلاً من بني أبان بن دارم أسود الوجه، وكان يعرفه من قبل بأنه جميلُ الشكل، شديد البياض.. فقلت له، والقول للرجل الموثوق: ماكدت أعرفك..! قال: إني قتلتُ شاباً أمرد مع الحسين (ع) بين عينيه أثر السجود، فما نمت ليلة إلا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي بي جهنم فيدفعني فيها فأصيح، فما يبقى أحد في الحي إلا يسمع صياحي.
أما سبط ابن الجوزي، فيروي هذه الرواية فيقول: أبلغني هشام بن محمد بن الأصبغ المجاشعي أنه لما أتي بالرؤوس الى الكوفة، إذا بفارس قد علق في لبان فرسه رأس غلام أمرد، كأنه القمر ليلة تمامة والفرس تمرح، فاذا طأطأت رأسها لحق الرأس بالأرض، فقلت: رأس من هذا؟ قال: رأس العباس بن علي (ع)، قلت: ومن أنت؟ قال: أنا حرملة بن كاهل.. فلبثت أياماً وإذا بحرملة ووجهه أشد سواداً من (القار)، قلت: رأيتك يوم حملت رأس العباس (ع)، وقد كنت حسن الوجه، ولا ارى اليوم أقبح وجهاً منك..؟ فبكى وقال: والله منذ حملت الرأس والى اليوم ما تمر عليّ ليلة إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي الى نار تؤجج فيه فيدفعاني فيها، وأنا أنكص فتصفعني كما ترى، ثم مات على أقبح حال من هاتين الروايتين.. يتضح بأن القتلة المارقين الذين لطخت أيديهم بدماء سيدنا أبي الفضل (ع) الزكية الطاهرة، قد نالوا عقابهم في الدنيا قبل الآخرة، حيث عاشوا حياة تعيسة ومؤلمة جزاء فعلتهم النكراء؛ أما في الآخرة فالويل لهم من العذاب الأليم الذي ينتظرهم، فالخزي والعار لهؤلاء النكرة الذين أساؤوا لأبي طالب (ع) فاستحقوا العذاب الدائم جزاء فعلتهم الجبانة.
المصادر:
1- تذكرة الخواص ص144.
2- قمر بني هاشم ص21.
3- العباس - جهاد وتضحية ص95.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat