صفحة الكاتب : زينب إسماعيل عبد الله

"الوسادة الخالية
زينب إسماعيل عبد الله

زهرة من زهرات بستان كان لونها الزاهي وعبير عطرها الفواح يجذب كل من دخل إليها. لكنها بعد فترة من الزمن ذبُلت ولم تعد كما كانت وذلك بسبب رحيل من كان يعتني بها ويعطيها الأمل فأصبحت كنرجسة كُسر كأسها الذي كان يحمي تويجاتها.فإنحت من شدة الحزن على من كان يسقيها معين حبهُ وحنانه كان إسمها زينب فأفاقت ذات يوم من نومها وذلك اليوم كان ميلادها ولم تجد والدها بجانبها لقد تعلقت به بعد وفاة والدتها فهو لم يتزوج وأغدقها بحبه وجدت على فراشه و وسادته الخالية لعبة على شكل عروس وعقد فيه خارطة العراق من الذهب ورسالة منه كتب فيها انتظريني يا قُرة عيني سوف أعود إليك مكللاً بالنصر فمن أجلكِ يا بنيتي وكُل فتيات العراق وأرضه ومقدساته سأُقاتل الأرهاب وأجلب الأمان الى وطني العزيز.و مرت الأيام فكانت كلما نظرت الى وسادته الخالية تبكي من شدة الإشتياق فتظعها بين ذراعيها وتحتظنها وتنام وقبل أن تنام تُتمتم بهذه الكلمات أبتاه..كُن أسداً في غابة الدواعش إجعل زئيرك يُرهبهم.. أما الأب المقاتل فقد وضع صورة إبنته في سلسلة وعلقها على صدره ، كان كلما نظر الى إبتسامتها تهون عليه المصاعب ويهون عليه الفراق.. فيخاطبها أنا أُقاتل لأحمي وطني ومقدساته أُقاتل من أجل أن تبقى هذه الإبتسامة على شفتيك يا بُنيتي ، وكلما شارك في هجوم على الدواعش كان يُقبل صورتها فينتصر ، في ذات ليلة وهو جالس في فراشه وإذا بصوت وحركة عند مقر فرقته ذهب ليرى ماذا هناك و إذا بوجل من الدواعش يرتدي حزاماً ناسفاً يُريد أن يُدمر الفرقة بأكملها ، إحتضنه فإنفجر و تحول والد زينب الى أشلاء .. لم يجدوا سوى قبضته وفيها صورة لإبنته ، إتصلوا بالفتاة فقالوا لها بأن والدها يُريد لقائها ..كان الموعد عند عتبة باب الحوائج أبي الفضل العباس(عليه السلام)الساعة الرابعة بعد الظهر ، سُعدت زينب بذلك الإتصال فأتت على الموعد متلهفة بإشتياق للقاء والدها وإذ به صندوق عليه عَلم العراق رمت بنفسها عليه غسلته بدموعها .بعد ذلك كفكفت دموعها وأخذت له تحية عسكرية بعد ذلك أقامت له مراسيم دفنه ورجعت الى وسادتها الخالية تُتمتم .. لها بعَبرة و وعيناها مغرورقتان بالدموع سأكمل مسيرتك يا أبي أرقد بسلام..
((بسم الله الرحمن الرحيم))
"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".. 
صدق الله العليُّ العظيم
...................................................
المصادر:
الآية ١٦٩ آل عمران.
قصة واقعية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زينب إسماعيل عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/01



كتابة تعليق لموضوع : "الوسادة الخالية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net