قربان بني هاشم
زينب إسماعيل عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زينب إسماعيل عبد الله

اللهم تقبل منا هذا القربان دعاء دعت به عقيلة الطالبين بقلب سليم و إيمان كامل و تسليم لأمر الله و قضائه بعدما رمقت بعينيها المغرورقتين إلى السماء و رفعت جسد أخيها الحسين عليه السلام قليلا من على الارض و نادت (اللهم تقبل منا هذا القربان) هو دعاء العرفان بنعمة الله و فضله على اهل بيت النبوة
فالقربان هو كل ما يتقرب به إلى الله في دم او غيره للوصول الى الهدف الاسمى و تحقيق معنى العبودية لله سبحانه وتعالى و قد ذكر القربان في القران الكريم في قصة ابني ادم قابيل و هابيل قال تعالى: (و اتلوا عليهم نبأ ابني ادم بالحق اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما و لم يتقبل من الاخر قال لاقتلنك قال انما يتقبل الله من المتقين ) فالحسين عليه السلام هو اعظم القرابين و اجلها من الذين ذبحوا و سفكت دمائهم على عتبة الحرية و الكرامة و كانت الحوراء زينب موكلة من قبل اهل بيت النبوة بتقديم هذا القربان نيابة عنهم عن جدها و ابيها و امها و اخيها و كانت اهل لتلك الوكالة فهي من اكملت مسيرة الحسين في ثورته على بني أمية و حاربت ظلمهم و فسادهم بعده لاصلاح امة جدها فكان نحر الحسين هو نهر الحياة للامة الإسلامية بعد ان اماتها الظلم و الطغيان .
و قد ترك دمه الشريف الذي اريق يوم عاشوراء في ارض الطف اثراً عميقاً في الانسانية جمعاء على مر الدهور فهو ثار الله و الوتر الموتور وريث الانبياء و وارث كل من اريق دمه في سبيل الله وقد روي كل ذلك في زيارة وارث(يا وارث ادم صفوة الله و وارث اسماعيل ذبيح الله و ورارث موسى و عيسى و وراث كل الانبياء)
ان للقربان دلالات و قيم منذ ادم و ابراهيم و اسماعيل جسدها الحسين عليه السلام بأحسن صورها فكان جزاء هذا القربان ما اعطاه الله له من الرفعة و السمو و خصه بخصائص رحمته (يختص برحمته من يشاء) أي ان الائمة من ولده و الشفاء من تربته و استجابة الدعاء تحت قبته
اذن فالحسين هو وريد الحياة في جسد الامة الذي احيا بها ذكر الله و رسوله فدمه الشريف بنى صرح الحرية و الفداء على اساس الثورة ..
فهو مصباح الهدى و سفينة نجاة الامة انقذها من بحر ظلمات الظلم و الجور الى شاطئ الامان و نور الحرية و المبادئ و القيم السامية في التضحية
فواجب علينا ان نحيي مراسم عاشوراء و ننحر القرابين لهذه الذكرى الأليمة عرفانا من الإنسانية جمعاء بسيد الشهداء و لأمنا الزهراء و لسيد الأوصياء و خير الانبياء و لزينب الحوراء بطلة كربلاء لذلك الجميل
(فاللهم تقبل منا هذا القليل)
المصادر
زيارة وارث
سورة المائدة ايه ٢٧
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat