صفحة الكاتب : احمد الخالدي

النهضة الحسينية والدعوة الى السلام الجزء الأول
احمد الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إن النهضة الحسينية في أبعادها المتعددة وجوانبها الكثيرة، تصب في رافد واحد وهو رافد السلم والسلام، وما وصلنا من أحداث التاريخ، وما وقع لأهل بيت النبي (ص) وأصحابهم البررة، وما تعرضوا له من قتال وقتل، إن هو إلا ترجمة لهذه النهضة السلمية.. فلو أخذنا مقاطع من واقعة الطف الخالدة، ووضعناها تحت مجهر التحليل والتأمل، لرأينا عجباً؛ إذ أن الإمام الحسين (ع) بكى على أعدائه رحمة منه عليهم، وقال فيما قال: (أبكي لهؤلاء الناس يدخلون النار بسببي)، مع أنهم كانوا خارجين لقتاله، وقبل ذلك كان الإمام الحسين (ع) قد سقى جيش الأعداء الذين كان يقودهم الحر الرياحي، للجعجعة به، ومنعه من الرجوع.. وهنا ترى الرحمة ونبل الأخلاق، وهما غاية الكمال البشري، بل هما أعلى قمة من قممه، حيث جسّد (ع) الرحمة بأجلى مظاهرها وبأجمل صورها، حيث كان الإمام (ع) يرحم حتى عدوه الخارج لقتاله؛ ولأنه يحمل ذات الرسالة التي جاء بها جده المصطفى (ع)؛ لأنه امتداده المادي والمعنوي (حسين مني وأنا من حسين)، فلابد أن يكون هو عين الرحمة الإلهية التي أرسلها الله سبحانه وتعالى لعباده بنص القرآن الكريم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
 ولو دققنا النظر في سبب خروج الإمام الحسين (ع) من المدينة الى مكة، ثم الى كربلاء، حسبما ورد في كلماته (ع): (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي)؛ وغير عسير على القارئ فهم هذه الكلمات، فالحسين (ع) لم يخرج لمصلحة شخصية، ولا لكي يتنازع على ملك، انما خروجه كان لأجل الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وكل هذه الكلمات لا تؤيد سفك الدماء، وانما المحافظة عليها من أن تراق ظلماً على أيدي الطواغيت وكذلك قوله: (وأسير بسيرة جدي وأبي) فما كانت سيرة النبي؟ لقد كان الرسول الأكرم (ص) داعية السلام.
 ألم يعقد مع مشركي قريش صلح الحديبية، الذي هادن فيه المشركين على شروط ما لم يقع بينهم السيف، فلما نقض المشركون الصلح، وهيأوا جيشهم لقتال النبي (ص)، ما كان من النبي إلا أن يجهز جيشه ليخوض حرباً دفاعية، وأكثر حروبه (ص) كانت دفاعية.. أما موقف أمير المؤمنين (ع) والذي لم يفهمه الى هذه الساعة كثير من الناس، فهو من أروع المواقف التي ضحى فيها (ع) بحقه كي يحافظ على بيضة الاسلام، وكي يحافظ (ع) على دماء المسلمين، سيما والإسلام لا يزال فتياً، والروم من الغرب والفرس من الشرق، يتربصون الدوائر للاطاحة بالاسلام، ووأد هذه الدعوة السماوية وهي في مهدها، فحافظ أمير المؤمنين (ع) على رسالة الإسلام ومنجزات النبي (ص)، بصبره على أذى مناوئيه، الى حد أنه أقتيد بمحامل سيفه الى مجلس من مجالسهم، ليجبروه على بيعة غير شرعية، هذا زيادة على حرق باب داره، واقتحامه من قبل شرذمة من العتاة الظالمين، وايذائهم لسيدة نساء العالمين (ع).. فكذا كان الحسين (ص) صبوراً على أذى من كان قبل يزيد الذي ما إن أعلن فسقه، وتجاهر بالمنكرات، وقتل النفس بغير نفس، وأزاح قناع كفره وشركه، وعدم إيمانه بالرسالة السماوية، أبى الحسين (ع) أن يسكت، وقام بواجبه الشرعي من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/29



كتابة تعليق لموضوع : النهضة الحسينية والدعوة الى السلام الجزء الأول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net