شمس خراسان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  بولادة الإمام الرضا عليه السلام ولد النور الإلهي في عصره، لأن عصر الإمام الثامن عصر في غاية الظلام القاتم، لِما شاع من سلاطين بني العباس، من ظلم وحروب وقلاقل في الأمة الإسلامية على امتدادها ورقعتها، لاسيما الحرب بين الأخوين محمد الأمين، وعبدالله المأمون بعد أبيهما هارون الرشيد. 

فالعصر كان قاتمًا، والحاكم ظالمًا، والدولة قوية جدًا ومترامية الأطراف، بحيث أن الحاكم يخاطب الغيوم ويقول لها: (اذهبي حيث شئت وأمطري فسيأتيني خراجك)، لأنه في عصر هارون الرشيد كانت الدولة العباسية على أشدها، وعلى امتداد خطوط العرض من طنجة غربًا، إلى سور الصين العظيم شرقًا.

فالظلام الحالك يحتاج إلى نور متألق، وسراج متلألئ ليضيء الظلمات، وينير ليالي الأمة المتخبطة في متاهات الظلام المختلفة، التي أدخلهم فيها حكام بني العباس الظالمين. وذاك النور هو الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، الذي ولد في المدينة النبوية، وراح ينشر نوره منذ صباه، لأن والده العظيم صار يتنقل بين سجون الظالمين، ولم يسمح له بتنسُّم الهواء، ومنعوا عنه حتى النور والضياء ، فكيف سيلتقي بالأمة ويقودها وهو في غياهب السجون المظلمة؟ 

فكان ذلك عن طريق ولده، وفلذة كبده، ووصيه على كل شيء، والإمام من بعده، علي بن موسى الرضا عليه السلام، الذي راح يلتقي بالرجال، فيسدد المقال، ويهدي الضال إلى سواء السبيل في حياة والده المظلوم.

فالإمام الرضا عليه السلام بزغت شمسه منذ الصباح، فلم يخفَ على أحد مكانه ومكانته في الأمة الإسلامية، لما يرون من علمه وحلمه وفضله وسؤدده وتصديه لشؤون الأمة بجدارة واقتدار، هذا إضافة إلى النصوص النيرة والمواقف المتواترة من أبيه بالوصية له والإشارة إليه.

فالإمام نور في ظلام الأيام، وهادي الأمة إلى طرق السلام.

فالسلام عليك سيدي ومولاي يا علي بن موسى الرضا عليه السلام ما دارت الأيام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/23



كتابة تعليق لموضوع : شمس خراسان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net