المنهجُ التربوي عند أهلِ البيت عليهم السلام
كامل حسين علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كامل حسين علي

أسسُ المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام:
إن اللهَ تعالى خلقَ الإنسان ليكون خليفته في أرضه، وقد خصّه عن بقية المخلوقات بالعقل الذي بواسطته يمكنه تطوير أرضه وتعميرها. ومنذ بدء الخليقة، واللهُ يرسل الرسل والأنبياء من أجل إصلاح الانسان، الى خاتم الانبياء محمد (صلى الله عليه وآله) الذي اصطفاه الله ليكون مبلّغاً وهادياً الى الله تعالى، ورسالة التوحيد، واصلاح العالمين، وأنزل عليه القرآن الكريم ليكون دستورا ومرشدا للناس. وكان الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) القرآن الناطق لرسالة الله عز وجل. وقام بهذا الدور أهل بيته الأطهار (عليه السلام) من بعده، حيث قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): (أنت من بعدي، ولكن لا رسولَ بعدي). وبهذا كان أهل البيت (عليه السلام) هم القرآن الناطق بعد الرسول (صلى الله عليه وآله)، العارفون أسراره ومعانيه، والساعون على نشره وتطبيقه في العالم بصورته الصحيحة في الحياة اليومية للانسان. فمن أحب أهل البيت (عليه السلام) أحبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن أحب الرسول أحب الله جل وعلا؛ حيث كان أهل البيت (عليه السلام) المثل الأعلى في حياتهم اليومية السلوكية للاسلام وتطبيق شريعته.
وبما أن جوهر الاسلام هو تربية الانسان تربية سليمة صالحة نافعة للمجتمع، ويؤمن بالتوحيد، وعليه فان المنهج التربوي عند أهل البيت (عليه السلام) هو المنهج المعول عليه في التربية، لأنه منهج يستند الى الفطرة الانسانية والى الطبيعة البشرية، ويتصف بالواقعية، ويؤثر على النفس وقلب الانسان... وان لمنهج التربية عند أهل البيت (عليه السلام) أسساً أهمها:
أولاً: أساس الشريعة الاسلامية:
إن جوهرَ رسالة الاسلام هو تربية الانسان تربية صحيحة سليمة، وفقا لما جاء به القرآن الكريم، وسيرة وأحاديث النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، وسيرة وأحاديث أهل البيت (عليه السلام)، حيث قال الامام علي (عليه السلام): (الحمد لله الذي شرع الاسلام فسهّل شرايعه لمن ورده، وأعز أركانه على منْ حاربه، وجعله عزاً لمن تولاه، وسلماً لمن دخله، وهدى لمن أئتم به، وزينة لمن تحلى به، وعروة لمن اعتصم به، وحبلاً لمن تمسك به).
وقال الامام الحسين (عليه السلام): (الكمال كل الكمال التفقه في الدين).
إن جميع معاملات الفرد اليومية، لابد أن تكون وفق المنهج والشريعة الاسلامية، الصادرة من القرآن الكريم، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي لا ينطق عن الهوى، وعند حفظة وتراجمة القرآن الكريم أئمة الهدى أهل بيت النبوة (عليه السلام). فان احاديثهم وارشاداتهم ووصاياهم وأدعيتهم وسيرتهم العملية اليومية، هي ترجمة حقيقية للشريعة الاسلامية، وهي كفيلة بتحديد أسس متكاملة وشاملة لمنهج تربوي اسلامي انساني، يصلح أن يكون مرجعاً لجميع العلماء والباحثين والمتخصصين بشؤون التربية وعلم النفس.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat