صفحة الكاتب : احمد صادق

التكافل الإجتماعي
احمد صادق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  توفير سبل الرعاية لكافة الطبقات الموجودة داخل نسيج مجتمعاتنا اليوم، أصبح واجباً مضافاً للدولة، وهذا ما حتمته عليها الظروف التي تمرّ بها تلك المجتمعات؛ فعند إلقاء نظرة سريعة وعامة على مايحدث داخل الأمة الإسلامية بشكل عام، نجد الحاجة لوجود مثل هذه العناية، وبالأخص في مثل هذه المراحل... ونحن هنا لا نريد أن نشيرَ إلى كون عملية التكافل الاجتماعي وليدة اليوم، ولكن لو راجعنا التاريخ، فسنجد أن أولى الأمم التي أولت اهتماماً بهذا الجانب هي الدولة الاسلامية منذ بدايتها، فعلى الرغم من عدم انشاء مراكز أو مؤسسات للرعاية الإجتماعية في عصر الرسالة، إلا أن الرسول الكريم (ص) اتخذ من المسجد الجامع مركزاً ملائماً لتقديم مثل تلك الخدمات، فضلاً عن الاستعانة ببيوت أهل بيت النبوة (ع) في تسيير مجمل أمور الدولة، وفي مقدمتها الخدمات الاجتماعية...

 لذلك يمكن اعتبارها النواة الأولى لمراكز الرعاية الاجتماعية في الدولة العربية الاسلامية، كما نجد أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أخذ على عاتقه جانباً مهماً من جوانب التكافل الاجتماعي من خلال رعاية الأيتام، والأرامل والعوائل المتعففة الموجودة في نسيج المجتمع الاسلامي في ذلك الوقت، بالاضافة إلى باقي مهامه التي شكلت أساساً لنظرية التكافل؛ وهذا وما صرّح به القرآنُ الكريم: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً).
 ومما تقدمَ، يتبيّن لنا أن الاهتمامَ الذي أولاه أهلُ البيت (ع) لكافة الطبقات الموجودة ضمن الدولة الإسلامية، حتى من غير المسلمين، هو ما خلق مجتمعاً متفاهماً وقوياً، وهو بالتالي يصبّ في مصلحة استقرار الأوضاع عامة.
 فلابد لنا اليوم من التفكير الجدي في محاولة وضع منهاج جديد، يمكن من خلاله إعادة اللحمة في صفوف مجتمعاتنا التي عانت ومازالت تعاني من تبعات الدكتاتورية، ونظام اللامبالاة بالشعب، وخلق حالة من التكافل الاجتماعي... وهنا لا نقول بأن الدولة ملزمة بهذا الأمر دون المواطن، فهناك واجب آخر يقع على عاتق أصحاب الأموال في خلق مثل هذه الروح، كما صرّحت الآية الكريمة بذلك: (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِياءِ مِنْكُمْ)، أي المال الذي لا يجب أن يكون حكراً على طبقة دون أخرى، مما يدعو للتفاوت الكبير في المعيشة، وسبباً للمفاسد العامة... كما أن الجميع أيضاً معنيون من أجل تفعيل هذا النظام التكافلي، وخصوصاً ونحن نعيش أجواء شهر رمضان المبارك، ورسول الله (ص) يقول: (ما آمنَ باللهِ واليوم الآخر من بات شبعان وجاره جائع).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد صادق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/15



كتابة تعليق لموضوع : التكافل الإجتماعي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net